خَطْرَة. الخطأ فِى الذِكر

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

بلغنِى أنَّ  بعض الناس يجتمعون لذكر الله لكنّهم يمططون حروف الذِكر أو يلفظون أو يقولون لفظ الجلالة الله من غير مدِّ اللام حركتين فتذكرت كلامًا للشيخ محمد بن بِخيت المُطيعِىّ مفتِى الديار المصرية فإنَّه رُفع إليه سؤال عن قوم يذكرون الله فيهللون مع مدِّ الهاء فى لفظ إلهَ وأحيانًا يثبتون مع ذلك ياءً فيلفظونه (إيلاها) وتارة يذكرون بآه آه وأحيانًا يقولون حَىْ من غير تشديد الياء وأحيانًا يذكرون لفظ الجلالة مع عدم مدِّ اللام مدًّا طبيعيًا فأجاب بقوله اتفق جميع أهل العلم سلفًا وخلفًا على أنَّ الملحون ليس ذكرًا شرعيًا فلا ثواب فيه، وقد نصَّ على ذلك غير واحدٍ كسيدِى مصطفى البكرِىِّ.   وبناءً على ما ذكر لا يجوز الذكر بشىء من الألفاظ المذكورة بهذا السؤال وقد نصَّ الأمام الرازِىُّ فِى تفسير قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) أنَّ من الإلحاد أن يُسمى الله تعالى بغير اسمه فلا يجوز أن يذكر الله تعالى بما لم يرد اطلاقه عليه فِى القرءان أو الأحاديث الصحيحة أو الإجماع وجميع الألفاظ المذكورة فِى السؤال لم يرد واحد منها فِى القرءان ولا فِى السنة ولا أجمعت عليه الأمة ولا يجوز قصر اللام فِى لفظ الجلالة الله عن حركتين لأنَّ من قصره عن ذلك يكون قد حذف الألف منه وهو مخالف لما أثبته الشرع فلا يكون الشخص ذاكرًا بتركه للمدِّ.  قال أبو السعود فِى تفسيره إنَّ حذف هذه الألف لحنٌ تفسُدُ به الصلاة ولا ينعقدُ به صريح اليمين اهـ وكذلك مدُّ الهاء فى (إله) أو إثبات ياءٍ بعد همزتها فإنّه لحنٌ محض لا يجوز الذكر به اهـ

المنتصر بالله.