خَطْرَة
السلطان عبد الحميد الثانِى (١)

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

قرأت فِى مذكرات السلطان عبد الحميد التِى كتبها فِى مَنْفاهُ قال (صورنِى أعدائِى وكأننِى طلبت من النمسا أن تحمينِى شخصيًا وتحمِى استمرار سلطَنتِى. إنِّى أرفض بكامل الاشمئزاز هذه الفِرْية فإنِى لم أَتَدَنَّ حتى أطلب لنفسِى حماية دول أجنبية وأشخاص أجانب.  كنت أستطيع فى ٣١ مارت وما تلاه من أيام أن أفعل ما كنت أريد فعله فقد كانت كل دولة من الدول من المتنافسة مع بعضها ينتظرون أقل إشارة منِى) وقد ذكرت الأميرة شادية بنت السلطان فِى مذكراتها أن كلًا من سفير أنكلترا وسفير فرنسا وسفير ألمانيا اجتمع بأبيها وأبلغه رسميًا أنَّه رَهْنُ أمره لكنَّ السلطان عبد الحميد ردَّهم بلطف اهـ

قرأتُ هذا وفكرتُ كيف رضِى هذا السلطان المُخلِص أن يُعزَل من السُلطة وامتنع عن بيع نفسه وبلاده لأىّ دولة أُخرَى وقارنتُهُ فذكرنِى ذلك بأحوال كثير من بلاد الإسلام فى أيامنا فتألمتُ. رحمه الله رحمة واسعة.

المنتصر بالله.