خَطْرَة عن تحديد سنّ الزواج
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
يكثُرُ الكلام فى هذه الأيام حول إصدار قوانين فى بعض الدول العربية لتحديد سنٍّ للزواج، و المُطالبون بإصدار هذه القوانين قسمان قسمٌ يرون أن زواج الصغير أو الصغيرة ظلم على الإطلاق وهؤلاء لا مبالون بالدين وبالخروج عنه فإنَّ كلامهم ذمٌّ للرسول صلى الله عليه وسلم واتهام له بأنَّه كان ظالمًا حين تزوج بالسيدة عائشة صغيرةً واتهامٌ للصدر الأول بالظلم كمثل عمر رضِى الله عنه الذِى تزوج أم كلثوم بنت علِىّ بن أبى طالب صغيرة أيضًا، والقسم الثانِى لا يرون ذلك ظلمًا ولكنهم يماشون القسم الأول فى اصدار مثل هذه القوانين خوفًا من الجهر بالحق أو طمعًا فى الدنيا، والذِى يلفت النظر أنَّ قوانين كثير من الولايات الأمريكية مازالت تسمح لمن هو تحت الثامنة عشر بالزواج ففِى بعضها يسمحون لمن هو فى سنّ الرابع عشرة ذكرًا كان أو أنثى وفِى بعضها لمن هو فى سنّ الخامس عشرة وفى بعضها لمن هو فى سنّ السادس عشرة وفى بعضها يفرقون بين الذكر والأنثى فيشترطون أن يكون سنّ الذكر أربع عشرة سنة فما فوق وسنّ الأنثى ثلاث عشرة سنة فما فوق، ومن اللافت كذلك أنَّ تأخير سنّ الزواج حيث حصل ذلك فتح الباب أوسع للزنا وقد أظهرت الإحصائيات فى سنة ٢٠١٤ أن عدد الحوامل بالزنى من البنات اللواتِى هنَّ بين سنّ الخامسة عشرة والتاسعة عشرة فى الولايات المتحدة الأمريكية هى أربعة وعشرون حالة من كل ألف فتاة، وفى بريطانيا خمس عشرة حالة من كل ألف فتاة والنسب مثل ذلك أو أكثر فى دول أخرَى فهل هذا ما يسعَى إليه الدعاة إلى هذه القوانين!!
المنتصر بالله.