خَطْرَة
تحصيل العلم  الدينِىّ بين القديم والحديث

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

كان العالِمُ يأتيه الطلاب ليتعلَّموا منه فيعطِى كل واحد منهم الفرضَ العينىَ من علم الدين ثم يُقْرِئُه فى الكتاب المناسب لمستواه أو فى الفنِّ الذِى يميلُ إليه الطالِبُ ويرغب فيه ويهتم بتعليم كل واحد منهم على حِدَة وكذلك بتأديبه وتهذيبه فينطبع كثيرٌ من سلوك العالم العامل وأقواله فى قلب الطالب، وصار طالبُ العِلْمِ اليومَ يأتِى فى الغالب إلى مدرسة أو كُلية لا تخلو مناهجها فى الغالب من فساد فإذا خَلَتْ من ذلك درس فيها كل الطلاب فى كتاب واحد على منهجٍ واحد لابد أن ينهوه فى وقتٍ حُدِد مسبقًا بغض النظر عن التفاوت فى الفهم والجُهدِ والمُيول والفراغ من غير حفظِ المتون ولا استكمال الشروح ولا مراجعة الحواشِى ومن غير أن يتَّسِع للمدرس وقت لتوجيهٍ أو تأديب أو اختبار فأنَّى يتخرجُ منها عالِمٌ أو نصف عالم!!!

المنتصر بالله.