مختارات من الرائية الصغرى فى ذم أهل البدع ومدح السنة الغرا (١)[١]

قبسات من فوائد الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهانِى
المتوفى سنة ١٣٥٠ هـ رحمه الله تعالى

[اضغط هنا لنسخة منسقة بصيغة بي دي أف] 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم وبعد فهذا القسم من القصيدة الرائية فى وصف الشيخ محمد عبده تلميذ الأفغانِىّ وقد سبق شيخه فى طاعة الشيطان وتأييد هذا الشأن فصار عندهم هو الأول وعليه فى بدعتهم المعول.

 

لَهُم شيخُ سوءٍ مِن بَنى القِبطِ أصلهُ
 
بِسحنتهِ الشـــــــــوهاءِ نسبتهُ تُقرا[٢]
  
عَلى قَلبهِ سادَ الهَوى فهو عبدهُ
 
وَقَد سكَنَ الشيطانُ مِن رأسهِ وَكرا[٣]
  
أَبو مرّةٍ فى مصرَ أحرزَ إِمرةً
 
فَصيّر عيشَ المسلمينَ بِها مرّا[٤]
  
أَبو جهلِ هَذا العصرِ قَد صارَ مُفتيًا
 
بِمصرَ فأحيا الجاهليّة فى مِصرا
  
كَنمرودَ لكن لا سلامَ لنارهِ
 
وَفى بحرهِ فِرعونُ لا يحسنُ العَبرا
  
بهِ بلَغَ الشيطانُ فى الدين قصدهُ
 
وَقَطّبَ وَجهَ الحقِّ والباطلُ اِفترّا[٥]
  
جَريءٌ عَلى الفَتوى بحقٍّ وباطلٍ
 
بِحُكمِ الهَوى والجهلِ ما شاءُه أجرى
  
وَليسَ بِعلمِ الفقهِ يلحقُ مُحضراً
 
وَإِن راحَ يَعدو خلفهُ أبداً حَضرا[٦]
  
وَمَع جهلهِ فى دينِنا وعلومهِ
 
يَرى نفسَهُ أَعلى أئمّتهِ قَدرا
  
رَوى عَن جمالِ الدينِ أقبحَ ما روى
 
منَ العلمِ لَكن زادَ أضعافَهُ شرّا
  
رَوى عَنهُ مِن علمِ الفلاسفِ قطرةً
 
فَصارَ بِها مِن ضعفهِ طافحاً سُكرا[٧]
  
وَراحَ بِدعوى الاجتهادِ مُعربداً
 
يَقيءُ ضَلالاً نجّسَ البرَّ وَالبَحرا[٨]
  
وَضَلّلَ أهلَ العلمِ مِن كلِّ مَذهبٍ
 
بِكلِّ زَمانٍ باِتّباعِهمُ الغَيرا
  
تَولّعَ بِالدُنيا وصيّرَ دينهُ
 
إِليها عَلى ما فيهِ مِن خفّةٍ جِسرا
  
يَميناً إِذا كانَت يَميناً وإن تَكُن
 
يَساراً سَعى يعدو إِليها منَ اليُسرى[٩]
  
فمِن جهةٍ يُدعى الإمامَ ويَقتدي
 
بِأعمالِ أهلِ الكُفرِ مِن جهة أُخرى
  
يَذمُّ خيارَ المسلمينَ وعندما
 
يَرى حاجَةً للكفرِ يَستحسنُ الكُفرا
  
لِكَيما يقالَ الشيخُ حرٌّ ضميرهٌ
 
فَيبلغَ عندَ القومِ مَرتبةً كُبرى
  
وَما زالَ مَشهوداً على الدينِ شَرُّهُ
 
وَإِن زَعَم العُميانُ أنّ بهِ خَيرا
  
لَئِن نَفَع الإسلامَ مِن دونِ قصدهِ
 
فَكم هوَ عَن قصدٍ به ألحقَ الضرّا
  
خَبيثٌ حَكى أمَّ الخبائثِ إذ حوت
 
عَلى كِبَرٍ فى الإثمِ مَنفعةً صغرى[١٠]
  
مَضرّاتهُ مثلُ الجبالِ وإنّما
 
مَنافعهُ فى الدينِ أَشبهتِ الذرّا[١١]
  
أَجلُّ شَياطينِ الضلالِ بعَصرهِ
 
وَأعظمُ أهلِ الزيغِ فى مصرهِ خُسرا[١٢]
  
تَكاملَ قبحُ الذاتِ فيهِ وَإِن يَكُن
 
بِنسبةِ قُبحٍ فى عقيدتهِ نَزرا[١٣]
  
تَدلُّ عَلى خافيهِ ظلمةُ وجههِ
 
وَأسرارُ قلبِ المَرء مِن وَجههِ تُقرا
  
أَتى لبلادِ الشامِ أيّامَ نفيهِ
 
فَأنبتَ فيها مِن ضَلالتهِ بذرا[١٤]
  
بِها باضَ بيضاً كان إبليس حاضناً
 
لهُ فَسَعت أفراخهُ تتبعُ الإثرا[١٥]
  
وَعادَ إلى مصرٍ فأحدث مذهباً
 
وَلوّثَ مِن أقذارهِ ذلك القُطرا[١٦]
  
وَأيّدَ أعداءَ البلاد بسعيهِ
 
وَأَوهمَ أَهلَ الجهلِ أَنّ بهِم خَيرا
  
يُحسّنُ بينَ الناسِ قُبحَ فِعالهم
 
وَمَهما أَساؤوا راحَ يلتمسُ العُذرا
  
بِمِقدارِ ما خانَ البلادَ وما أتى
 
لأعدائِها نُصحاً علا عندَهُم قدرا
  
وَلَم يَقتَنِع منهُم بِدُنيا استفادها
 
وَلكنّهُ قَد شاركَ القومَ فى الأخرى
  
وَأَحدثَ بينَ المُسلمينَ نَظيرهم
 
بُرستنتَ صاروا مثلهُم فرقةً أخرى[١٧]
  
وَنالَ بِجاهِ القومِ فى الناسِ رُتبةً
 
بِها حازَ فيمَن شاءَه النفعَ والضرّا
  
فَأَصلى رِجالَ العلمِ من كلِّ مذهبٍ
 
بِنارِ فسادٍ منهُ قَد قذَفت جَمرا[١٨]
  
فَمِن رَهبةٍ أَو رَغبةٍ كَم سعى له
 
طَغامٌ من الجهّالِ أَكسبهم خُسرا[١٩]
  
وَأَلقى لَهُم دَرساً يخالفُ حكمهُ
 
بِأزهرِها المعمورِ دينَ أبى الزهرا
  
وَقَد ضلَّ فى القرآنِ مع عظم نورهِ
 
كَما خَبَطت عَشواءُ فى الليلةِ القَمرا[٢٠]
  
فَتفسيرهُ مِن رأيهِ ليس خالياً
 
فَإمّا يُرى فِسقاً وإما يرى كفرا
  
أُحذّرُ كلَّ الناسِ من كتب دينهِ
 
وَبالردِّ وَالإعراضِ تَفسيره أَحرى[٢١]
  
وَساوِسُ أَوحَتها إليهِ أبالسٌ
 
بِها يجِدُ الـمُرّاقُ إن عُذِلوا عُذرا[٢٢]
  
عَقيدتهُ فى قبحِها مثلُ وجههِ
 
تُشاهدُ فى مِرآةِ ملّتنا الغَرّا
  
وَأَقوالهُ مثلُ السرابِ بقيعةٍ
 
بِظاهِرها قَد تخدعُ الجاهلَ الغِرّا[٢٣]
  
مَحاسنُ أَلفاظٍ لهُ قَد تَزخرفت
 
تغُرُّ اِمرءاً لا يعرف الخير والشرّا[٢٤]
  
بهِ بَرَزَت حسناء فى شرّ مَنبتٍ
 
كَما نَبتَت فى الدمنةِ البقلةُ الخضرا[٢٥]
  
يَرى لِذوى الإلحادِ فَضلاً وأينَما
 
رَأى ذا اِبتداعٍ راحَ يمنحُهُ شُكرا[٢٦]
  
يَرى لِفتى تيميّةٍ باِبتداعهِ
 
وَزلّاتهِ فى الدين مَنقبةً كبرى[٢٧]
  
وَيمدحُ وهّابيّةً لمسائلٍ
 
بِها قَد أَتوا نكراً وضلّوا بها فكرا[٢٨]
  
وَيَفعلُ أَفعالاً إِذا عُرِضَت على
 
أُولئكَ عدّوها بمذهبهم كفرا
  
يُعاشرُ نِسوانَ النَصارى ولا يرى
 
بِذلكَ مِن بأسٍ وإن كشفَ السِترا[٢٩]
  
وَيأكلُ منهم كلّ ما يأكلونهُ
 
وَيشربُها حَمراءَ إِن شاء أو صَفرا
  
وَيُفتى بحلِّ الـمُسكِرات جَميعها
 
إِذا هى بالأسماءِ خالفتِ الخمرا
  
وَيأكلُ مَخنوقاً ويُفتى بحلّه
 
لِئلّا يقولوا إنّه اِرتكبَ الوِزرا[٣٠]
  
وَتحليلهُ لبسَ البرانيط والرِبا
 
بهِ بعضُ أهلِ العلمِ قَد ألحقَ الكُفرا
  
وَكَم زارَ باريزاً ولُندرةً ولم
 
يَزُر مكّةً يَوماً ولا طيبةَ الغَرّا
  
وَإِن كانَ يَوماً للرِياء مُصلّياً
 
يُرى فاعِلاً يوماً وتارِكها شهرا
  
وَكَم مِن إِمامٍ كاِبن حنبل مُلحِقٍ
 
بتارك فرضٍ مِن فرائضها كفرا
  
وَبالفسقِ قالَ الشافعىُّ ومالكٌ
 
ومِن أجلِ فرضٍ أوجَبا قتلهُ زَجرا
  
وَمثلَهُما النعمانُ قال بفسقهِ
 
بِلا قتلهِ لكنّه يحبسُ الدَهرا
  
فَقَد عاشَ إمّا واجب الحبسِ عمرهُ
 
وإمّا غدا بينَ الورى دمهُ هَدرا[٣١]
  
فَمَن قالَ كالكلبِ العقور فصادقٌ
 
سِوى أنّهُ فى الدينِ قَد فعَل العَقرا[٣٢]
  
وَقَد كنتُ فى لبنانَ يوماً صَحِبتهُ
 
لقربِ غروبِ الشمسِ من ضحوةٍ كبرى[٣٣]
  
وَصَلّيتُ فرضَ الظهرِ والعصر بعدهُ
 
لديهِ وَما صلّى هوَ الظهرَ والعصرا
  
وَكان صحيحَ الجسمِ لا عذر عندهُ
 
بَلى إنّ ضعفَ الدينِ كانَ لهُ عُذرا
  
وَمَع كلِّ هذا فهوَ أُستاذُ عصرهِ
 
فَأُفٍّ لهُ شَيخاً وأُفٍّ له عصرا
  
وَقبلَ غروبِ الشمسِ صاحبتُ شيخهُ
 
لِقربِ العشا أيّامَ جاورتُ فى مِصرا[٣٤]
  
وَلَم أرهُ أدّى فريضةَ مغرب
 
فَقاطعتُ شيخَ السوءِ من أجلها الدهرا
  
وقد كان عند الموت أعظم عبرة
رَمَى اللَّه كلّاً منهُما بِلِسانهِ
 
بها عنهما الستر قد كشف السترا[٣٥]
بِداءٍ فَذاقا الموتَ فى قطعهِ مرّا
  
وَذاكَ أبو الآفاتِ كَم ذا هَجا بهِ
 
وَليّاً وكَم فى الدينِ قَد نطقَ الهجرا[٣٦]
  
كَأُستاذهِ فى الدين حازَ مساوياً
 
إِذا مُزِجت بالبحرِ أفسدتِ البحرا
  
وَزادَ عليهِ قوّةً وَضلالةً
 
فَولّد فى الإلحادِ فى عُشرِه عَشرا
  
وَكَم مِن تَلاميذٍ له كلُّ واحدٍ
 
هوَ الشيخُ إلّا أنّه نسخةٌ أخرى
  
قَدِ اِعتَقدوا كلَّ المَساوى محاسناً
 
لهُ وَرأوا تلكَ الشرورَ به خيرا
  
بهِ نالَهم كالسامريّة فتنةٌ
 
ولكِن محلّ العجلِ قَد عَبَدوا الثورا
  
حَكى الحسنُ ابن الأسطوانى وهو من
 
بدورِ الهُدى فى الشامِ أكرِم به بدرا[٣٧]
  
حَكى أنّه مِن بعدما ماتَ عبدهُ
 
رَأى عينهُ فى النَوم مطموسةً عورا
  
فَأوّلتُ أنّ الشيخَ دجّال عصرهِ
 
وَما زالَ دجّالاً وإِن سكنَ القبرا
  
فَقَد ماتَ لكن أحيتِ الدجل كُتْبُهُ
 
وَورّثَ كلّاً مِن تَلاميذهِ قدرا
  
مَراتِبُهم فى إرثهِ قَد تَفاوتت
 
فَذو حصّةٍ صُغرى وذو حصّةٍ كبرى
  
وَمِن حيثُ أصل الدجلِ أكفاءُ بعضهم
 
فَلا واحدٌ يُبدى على واحدٍ فخرا
  
وَهُم كلُّهم والشيخُ أيضاً وشيخهُ
 
إِلى الأعورِ الدجّال نِسبتُهم تُدرى
  
وَلَولا حديثُ الـمُصطفى لأسامةٍ
 
يقولُ بهِ هَلّا شَققتَ لهُ الصدرا[٣٨]
  
لَما صحّتِ الدَعوى بإسلام بعضهم
 
لدىَّ وما اِستبعدتُ عَن بَعضِهم كفرا
  
وَكنتُ كتبتُ الكافَ والفاءَ بعدها
 
على جَبَهاتِ القومِ كَى يُعرفوا والرّا
  
كَما جاءَ فى الدجّال يكتبُ لَفظها
 
فَيقرأُ مَن يَقرا ومن لم يكن يقرا
  
فَقَد أشبهوهُ فى معانٍ كثيرةٍ
 
منَ الدجلِ والإلحادِ والبدع الأخرى[٣٩]
  
وَما الفرقُ إلّا أنّهم فى قلوبهم
 
عَماهم ودجّالُ الورى عينهُ عورا
  
مُقدّمةٌ للجيشِ عنهُ تقدّموا
 
وَجندٌ لهُ من قبلهِ مهّدوا الأمرا[٤٠]
  
تَقدّمَ فيهم نائباً عنه عبدهُ
 
فَأغوى الّذى أَغوى وأغرى الّذى أغرى[٤١]
  
فَويلٌ لهُ ويلٌ لمن يتّبعونهُ
 
وَمَن كانَ مِن أعدائِهم فله البُشرى[٤٢]
  

 

والله تعالى أعلم. 

[اضغط هنا لنسخة منسقة بصيغة بي دي أف]


[١] المرجع مجموع كتب تأليف الشيخ يوسف النبهانى رحمه الله تعالى.

[٢] السحنة الهيئة واللون والشوهاء القبيحة.

[٣] وكر الطائر عشه فى جبل أو شجر.

[٤] أبو مرة كنية إبليس والإمرة هنا الإفتاء.

[٥] قطب الوجه عبس، وافتر ابتسم.

[٦] المحضر هو خادم القضاة الذى يرسلونه لطلب الأخصام. ويعدو يسرع السير. والحضر هو شدة العدو.

[٧] طفح امتلأ.

[٨] العربدة سوء الخلق ومنه عربدة السكران.

[٩] يعدو يسرع السير.

[١٠] أم الخبائث الخمر قال تعالى ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكر من نفعهما.

[١١] الذر النمل الصغير.

[١٢] الزيغ الميل عن الحق إلى الباطل.

[١٣] النزر القليل.

[١٤] كانت الحكومة المصرية نفت الشيخ محمد عبده من القطر المصرِى فجاء إلى بلاد الشام وأقام فيها عدة سنوات تمكن فى أثنائها من بذر طلالة فى نفوس بعض الجهال من أبناء المدارس وطلبة العلم وكان ينتقل من بلدة إلى بلدة فأثر تأثيرًا سيئًا وكان قد نفِىَ من علماء مصر العاملين وصلحائها الكاملين الشيخ محمد عبد الجواد وأخوه الشيخ أحمد فسكنوا فى بيروت كالشيخ محمد عبده فاقبل على هذين الأخوين الصالحين جمهور المسلمين اقبالًا عظيمًا ونفروا من الشيخ محمد عبده نفورًا كبيرًا وكان معروفًا عندهم بعدم التقوى فلا يزالون يعترضون على أفعاله وأحواله المخالفة للدين التى لا تليق فضلًا عن العلماء بعوام المسلمين ومع ذلك فقد اقبل عليه فساق المسلمين ومراقهم وغير المسلمين من الدروز والنصارى والمبتدعين فصار يحبهم ويحبونه وهكذا أصحابه فى مصر من هذا القبيل ولم نسمع برجل صالح وقعت بينه وبينه أدنى محبة وقد أجمع كل الناس على اختلاف الملل والنحل أنه وشيخه الأفغانِى وجميع تلاميذه ومحبيه لم يكن أحد منهم من صلحاء المسلمين بمعنى الصلاح المعروف فى دين الإسلام من العمل بالفرائض والمندوبات وترك المحرمات والمكروهات وهو وهم جميعًا لا يعتبرون الصلاح فى العالم وغيره منقبة بل بالعكس ينسبون الصلحاء إلى الغفلة وقلة العقل ولا يرون لهم أدنى مزية ولذلك ترى جماعته يبالغون بالثناء عليه بحيث يجعلونه فريد العصر مع مشاهدتهم تركه الصلاة والصوم والحج وغير ذلك من فرائض الإسلام مع شربه الخمر ومعاشرته لنساء النصارى وغير ذلك من المحرمات وقد تمكن بدهائه وقوة شيطانه أن يرسخ فى أذهانهم استحسان الفسوق والمروق من الدين واستقباح الصلاح واتباع سبيل المؤمنين ولذلك لا تجد أحدًا منهم ملازمًا للصلوات مثابرًا على الطاعات تاركًا لأنواع الفسوق والمحرمات فهؤلاء هم الذين يدعون الاجتهاد ومن لا يدعيه من المسلمين معدود عندهم من المغفلين الأوغاد ولا يعجبهم إلا أمثالهم أهل الزيغ والفساد التاركون لشرائع الإسلام المجاهرون بالفسق والزندقة والالحاد ومع كل هذا يعتقدون فى أنفسهم أنهم على الحق وجميع الأمة من أهل المذاهب الأربعة على الباطل فالحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به هؤلاء اللئام الذين كاد بهم الشيطان فى هذا الزمان من المسلمين والإسلام.

[١٥] حضن الطائر بيضه إذا ضمه تحت جناحيه.

[١٦] أحدث أوجد وفيه تورية بإحداث من الحدث بمعنى نقض الطهارة بنحو بول وغائظ.

[١٧] كما أن البرستانت سموا أنفسهم المصلحين لدين النصارى سمى هؤلاء الفسدون أنفسهم المصلحين لدين الإسلام.

[١٨] قذفت رمت.

[١٩] الرهبة الخوف. والرغبة المحبة. والطغام اوغاد الناس وادنياؤهم الواحد والجمع فيه سواء.

[٢٠] خبط البعير الأرض بيده ضربها ومنه قيل خبط عشواء وهى الناقة فى نظرها ضعف تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئًا.

[٢١] أحرى أولى وهو إنما فسر جزء عم فقط وخبط وخلط ونسبه بعضهم إلى الكفر وبعضهم إلى الغلط.

[٢٢] الوسوسة حديث النفس والوسواس اسم الشيطان والمراق جميع مارق الخارجون من الدين شبههم فى الحديث بالسهم الذى يمرق من الرمية. والعذل الملامة.

[٢٣] السراب ما يرى فى الصحارِى كالماء وليس بماء والقيعة هى القاع وهو المستوِى من الأرض وبعضهم يقول هى جمع قاع وتخدع تغر والغر الجاهل الغافل عن الأمور.

[٢٤] الزخرف الذهب ثم يشبه به كل مموه ومزور والمزخرف المزين وتغر تخدع.

[٢٥] قال صلى الله عليه وسلم إياكم وخضراء الدمن المرأة الحسناء فى المنبت السوء ضرب الشجرة التى تنبت فى المزبلة فتجِىء خضرة ناعمة ومنبتها خبيث قذر مثلًا للمرأة الجميلة الوجه الئيمة الأصل. والدمنة المزبلة.

[٢٦] الالحاد الميل عن الحق إلى الباطل. والابتداع احداث ما لم يكن فى الدين من البدع والضلالات. ويمنحه يعطيه.

[٢٧] قيل [فتى تيمية هو الإمام تقِى الدين بن تيمية صاحب الآراء الفاسدة التى ابتدعها فى دين الاسلام مع كونه من العلماء الأعلام رحمه الله وعفا عنه رأيته فى منامِى مرتين بحالة سيئة وفى المرة الثانى أسوأ وكان فى غاية المرض لا يستطيع المشىَ وحده زارنِى فى بيتِى وهو فى هذه الحالة وهو متكئ على رجل معه يلقاه من السقوط ولولاه لم يستطع المشىَ وفسرناه بإنه عمله الصالح فدعوت له بالشفاء وصار يؤمن على دعائِى. ]

[٢٨] الوهابية منسوبون إلى محمد بن عبد الوهاب النجدِى التابع لابن تيمية فى بدعه التى خالف بها أئمة الإسلام وزاد عليه أنه كفّر كل من يستغيثون بالأنبياء والأولياء الكرام كما ذكره العلماء الأعلام كابن عابدين فى حاشية الدر والسيد أحمد دحلان فى الفتوحات الإسلامية وغيرها وابن تيمية إنما كان يُبدِّع من استغاث بغير الله ويمنع ذلك منعًا شديدًا لا يبلغ به درجة التكفير وإن كان هو أيضًا يسميهم المشركين لكن شرك دون شرك.

[٢٩] الذى أعلمه من حال الشيخ محمد عبده وكل من عرفه يعلمه كذلك أنه حينما كان فى بيروت منفيًا كان كثير المخالطة للنصارى والزيارة لهم فى بيوتهم والاختلاط مع نسائهم بدون تستر هذا مما يعلمه كل من عرف حاله فى هذه البلاد فضلًا عن اسفاره المشهورة إلى بلاد أوروبا واختلاطه بنساء الافرنج وارتكابه المنكرات من شرب الخمر وأكل المنخنقة وترك الصلوات ولم يَدَّعِ هو نفسه قط الصلاح ولا أحد توهمه فيه فكيف يكون قدون إمامًا فى دين الإسلام نعم هو إمام للفساق والمراق مثله ولذلك تراهم على شاكلته لا حج ولا صلاة ولا صيام ولا غيرها من شرائع الإسلام.

[٣٠] الوزر الذنب.

[٣١] ذهب دمه هدرًا بسكون الدال وفتحها أى باطلًا واهدر السلطان دمه أبطله وأباحه.

[٣٢] عقره جرحه وكلب عقور.

[٣٣] قد دعانى رجل من أهل جبل لبنان سنة ألف وثلاثمائة وخمسة هجرية إلى بيته فتوجهت معه فوجدت هناك الشيخ محمد عبده فتصاحبنا من الصباح إلى المساء لم أفارقه نهارًا كاملًا فصليت الظهر والعصر وهو لم يصل ظهرًا ولا عصرًا ولم يكن به علة ولا عذر له إلا خوفه من أنه إذا صلى بحضورِى يقول أولئك الحاضرون الذين كان لا يصلِى أمامهم أنه مرائِى فى هذه الصلاة لأجلِى فغلب عليه شيطانه وأصر على عدم الصلاة وإلا فقد بلغنِى عنه أنه كان يصلِى تارة ويترك تارة والترك أكثر .

[٣٤] اجتمعت فى مصر سنة ألف ومائتين وسبعة وثمانين هجرية بالشيخ جمال الدين الأفغانِىّ وأنا مجار ولازمته من قبل الغروب إلى قرب العشاء فلم يصل المغرب وتحققت أنه كان تارك الصلاة ويصلِى فى بعض الأحيان والغالب عليه الترك كتلميذه الشيخ محمد عبده وفرقته كلهم تاركون الصلاة ولا أظن أنه يوجد منهم واحد مداوم على صلاته وقليل منهم يصلِى تارة ويتركها أخرى.

[٣٥] مات جمال الدين الأفغانِىّ فى القسطنطينية مفلوجًا بلسانه وكذلك مات بعده بسنوات محمد عبده فى الاسكندرية مفلوجًا بلسانه وعظم الداء فيهما حتى قطع لسان كل منهما ولم يحصل فائدة حتى ماتا شر ميتة على أسوء الأحوال نسأل الله العافية ومع ذلك لم يعتبر بهما هؤلاء الجهال الذين اتبعوهما على الضلال والضلال.

[٣٦] هجا ذم. والهجر الكلام القبيح.

[٣٧] أخبرنِى العالم العامل الصوفِىّ الكامل الشيخ حسن أفندِى الأسطوانِىّ خطيب الجامع الأموِىّ فى دمشق الشام وهو من المداومين على حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم فى كل عام بأنه رأى فى منامه الشيخ محمد عبده بعد وفاته أعور العين ففسرت رؤياه بأن ذلك لكونه من أعظم الممهدين فى هذا العصر للأعور الدجال.

[٣٨] ورد فى الحديث الصحيح أن أسامة بن زيد اخبر النبى صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من سرية كان أرسله معها لقتال بعض المشركين بأنه قتل رجلًا منهم بعد أن شهد أن لا إله إلا الله فغضب صلى الله عليه وسلم فاعتذر أسامة بإن ذلك الرجل إنما قالها لخوفه من القتل فقال له صلى الله عليه وسلم هلَّا شققت عن صدره يعنِى كان يجب عليه أن يعامله بالظاهر من اسلامه ويكل أمر سريرته إلى الله تعالى فكذلك نحن نعامل هؤلاء المبتدعين جماعة محمد عبده وجمال الدين معاملة المسلمين ونكل سرائرهم إلى الله تعالى حتى يثبت كفرهم.

[٣٩] الدجل الكذب. والالحاد الميل إلى الباطل. والبدع جمع بدعة وهى أحداث أمر فى الدين لم يكن قبل.

[٤٠] مقدمة الجيش الطائفة منه تتقدمه. وتمهيد الأمور تسويتها.

[٤١] أغوى أضل. وأغرى حرض.

[٤٢] الويل العذاب. والبشرى البشارة.