مختارات من الرائية الصغرى فى ذم أهل البدع ومدح السنة الغرا (٣)[١] 

قبسات من فوائد الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهانِى

المتوفى سنة ١٣٥٠ هـ رحمه الله تعالى

 [اضغط هنا لنسخة منسقة بصيغة بي دي أف]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم وبعد فهذا القسم من القصيدة الرائية فى وصف الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب النجدِىّ التابع فى بدعته لابن تيمية ووصف المجنون المفتون شكرِى أفندى الآلوسِىّ البغدادِىّ المتلاعب بالمذاهب الإسلامية فإنه كبعض أفراد عائلته كانوا شافعيين ثم تحنفوا ثم دخلوا فى مذهب الوهابية وهو مؤلف كتاب غاية الأمانِى فى الرد على النبهانِى الذى انتصر فيه لمذهب الوهابية على المسلمين وأثبت به عداوته لسيد المرسلين وصرح فيه بشتم أئمة دينه المبين صلى الله عليه وسلم

وَأعجبُ شىءٍ مُسلمٌ فى حسابهِ
 
غَدا قلبهُ مِن حبِّ خيرِ الوَرى صفرا[٢]
  
أُولئكَ وهّابيّةٌ ضلّ سَعيهم
 
فَظنّوا الرَدَى خيرًا وظنّوا الهدى شرّا[٣]
  
ضِعافُ النُهى أعرابُ نجدٍ جدودهم
 
وَقَد أَورَثوهم عنهمُ الزورَ والوِزرا[٤]
  
مُسيلمةُ الجدُّ الكبير وعرسهُ
 
سَجاحٌ لكلٍّ منهمُ الجدّةُ الكبرى[٥]
  
إِلى اللَّه بِالمختارِ لَم يتوسّلوا
 
لأنّ لكُلٍّ عندَ خالقهِ قَدرا[٦]
  
فَقَد وَرِثوا الكذّابَ إِذ كان يدّعِى
 
بأنَّ لهُ شَطرًا وللمُصطفى شطرا[٧]
  
أَشار رسولُ اللَّه للشرقِ ذمّهُ
 
وَهُم أهلهُ لا غروَ أَن أطلعَ الشرّا[٨]
  
بهِ يطلعُ الشيطانُ ينطح قرنهُ
 
رُؤوسَ الهُدى واللَّهُ يَكسرهُ كسرا[٩]
  
فَكَم طَعَنوا بالأشعرِىّ إِمامنا
 
وَبالماتُريدىّ الحبر أكرِم بهِ حبرا[١٠]
  
بِتحقيرِ أحبابِ الإله تقرّبوا
 
إِليهِ فَنالوا البُعدَ إذ رَبِحوا الخُسرا
  
وَيَعتقدونَ الأنبياءَ كَغيرِهم
 
سَواءً عقيبَ الموتِ لا خيرَ لا شرّا
  
وَقَد عَذروا مَن يَستغيثُ بكافرٍ
 
وَما وَجَدوا لِلمُستغيثِ بهم عذرا[١١]
  
وَكَم رَحلوا لِلشركِ فى دار رجسهِ
 
وَجابوا إلى أَوطانهِ البرَّ وَالبَحرا[١٢]
  
وَما جوّزوا لِلمُسلمين رَحيلهم
 
لِزورةِ خير الخلقِ فى طيبة الغرّا
  
رَمَوا بضلالِ الشركِ كلّ موحّدٍ
 
إِذا لَم يكُن مِنهم عقيدتهُ بَترا[١٣]
  
وَهُم باِعتقادِ الشركِ أَولى لقَصرهم
 
على جِهةٍ للعلوِ خالِقنا قصرا[١٤]
  
هو اللَّه ربُّ الكلّ جلّ جلالهُ
 
فَما جِهةٌ باللَّه مِن جهةٍ أحرى[١٥]
  
تأمّل تَجد هَذى العوالم كلّها
 
بِنسبةِ وسع اللَّه كالذرّة الصغرى[١٦]
  
فَحينئذٍ أينَ الجهات الّتى بها
 
عَلى اللَّه مِن حُمقٍ بِهم حكَّموا الفِكرا
  
وإنّ اِختلافاً للجهاتِ محقّقٌ
 
فَكَم ذا منَ الأقطار قطرٌ علا قطرا
  
وَكلُّ علوٍّ فهو سفلٌ وعكسهُ
 
وَقُل نحوَ هَذا فى اليمين وفى اليسرى
  
فَمَن قالَ عُلوٌ كلّها فهوَ صادقٌ
 
وَذلكَ قَد يَقضِى بِآلهةٍ أخرى[١٧]
  
وَمَن قالَ سفلٌ كلُّها فهوَ صادقٌ
 
فَليسَ لهُم رَبٌّ على هذه يُدرى[١٨]
  
فَمَن يا تُرى بالشركِ أَولى اِعتقادُهم
 
أُولئكَ أَو أصحابُ سنّتنا الغرّا
  
حَنابلةٌ لكنّ مَذهبَ أحمدٍ
 
إمامَ الهُدى من كلِّ ما أحدَثوا يَبْرا[١٩]
  
وَقد عمَّ فى هذا الزمانِ فَسادُهم
 
فَما تَركوا شاماً وما ترَكوا مصرا
  
وَلَم ينفرِد شذّاذُ مذهبِ أحمدٍ
 
فَقَد ضَلّ قَومٌ من مذاهِبنا الأخرى[٢٠]
  
كَشُكرى الألوسى تابعاً إثر جدّهِ
 
وَأَعمامهِ لكنّهم آثَروا السترا[٢١]
  
إِلى أَن رَمى مجنونُهم برجيعهِ
 
عَلى الناسِ فى تأليفهِ ذلكَ السِفرا[٢٢]
  
وَما وَصلَت أرجاسهُ غير قومهِ
 
بهِ وَبِهم أَرجاسهُ حُصِرت حَصرا[٢٣]
  
وَمَهما أَبانوا عذرَهُم بجنونهِ
 
نُصدّقُهم فيهِ ولا نقبلُ العُذرا
  
فَكانَ علَيهم قيدهُ بسلاسلٍ
 
وَأَن يحجروهُ عَن فظائعهِ حجرا
  
فَمَن أطلقَ الكلبَ العقورَ فإنّه
 
هو المخطِئ الجانى الّذى فعَلَ العَقرا[٢٤]
  
أَتى بكتابِ الشتمِ لا العلم داعيًا
 
إِلى لعنهِ بينَ الوَرى كلَّ مَن يَقرا[٢٥]
  
عدوُّ رَسولِ اللَّه أرضى عُداتَهُ
 
وَمنّى ومِن أحبابهِ أوغرَ الصدرا[٢٦]
  
وَمِن حمقهِ أَو كفرِه قال إنّه
 
إِلهى وقَد أكثرتُ فى مدحهِ الشعرا[٢٧]
  
وَلَو حلَّ مَدحى للنبى بسفرهِ
 
لَلوّثهُ تبّاً لهُ وله سِفرا[٢٨]
  
وَمَع شحنِه مِن نظمِ كلّ مجازفٍ
 
بِشِعرٍ إِذا حقّقته تلقهُ بَعرا[٢٩]
  
فَمِن مدحِ خيرِ الخلق ما راح مُنشئًا
 
وَلا منشدًا بيتاً ولا منشدًا شطرا
  
بإِقرارهِ كم صغتُ فيه قصيدةً
 
وَنوّعتُ فى أمداحه النظم والنثرا
  
فَكانَت لأرواحِ المحبّينَ جنّةً
 
وَكانَت عَلى أعداءِ خيرِ الورى جمرا[٣٠]
  
وَلامَت لمنعِ الإِستغاثة جدّهُ
 
وَمِن عمّه نعمان أنكرت النكرا[٣١]
  
فَلو خصّنى بالشتمِ مع عظم جرمهِ
 
لَما لمتهُ لكنّهُ عمّم الشرّا
  
فَذَمّ هداةَ الدين مِن كلّ مذهبٍ
 
وَأَعطى لكلٍّ مِن سَفاهتهِ قدرا[٣٢]
  
غَدا لِفَتى تيميّةٍ أى ناصرٍ
 
فَهلّا اِستحقّ المُصطفى عندهُ النصرا
  
وَهلّا عَفا عنّا لِذنبٍ بزعمهِ
 
لِخدمتنا روح الوجودِ أبا الزهرا
  
فَلَو كانَ مِن نسلِ المجوس عذرتهُ
 
وَقلتُ اِمرؤٌ يبغى لأجدادهِ ثأرا[٣٣]
  
وَلكن نراهُ يدّعى خيرَ نِسبةٍ
 
وَأمُّ الفَتى منهُ بِنسبتهِ أدرى
  
فَمَن ذا رأى فى الناسِ شَخصًا مواليًا
 
لِقومٍ يرَونَ الحبَّ فى جدّهِ كُفرا[٣٤]
  
وَمَن ذا رأى فى الناسِ شَخصًا مُعاديًا
 
فَتىً بمعالى جدّهِ أنفقَ العمرا[٣٥]
  
إِذن نحنُ فى شكٍّ منَ النسَبِ الّذي
 
يقولُ وفيه الشكُّ نَحصرهُ حصرا
  
وَبعدُ فذيّاكَ الكتابُ يدلّنا
 
عَلى جهلهِ طَوراً على غيّه طورا[٣٦]
  
كتابٌ عليهِ اللّعنُ مِن كلِّ سامعٍ
 
وَصاحبهِ أَيضًا غَدا ماطِرًا مطرا[٣٧]
  
وَكثّرَ فيهِ النقلَ من دون حاجةٍ
 
لِيثبتَ فى دعواهُ بالكبرِ الكبرا
  
وَبالحرفِ وَالقرطاسِ عظّم حجمهُ
 
لِيحملَ لَعناتٍ أتَت فوقه تترى[٣٨]
  
وَكلُّ جَوابٍ فيه غير مطابقٍ
 
لِمعنى كَلامى عندَ مَن يفهمُ الأمرا[٣٩]
  
وَلكنّهُ عشواءُ تخبطُ خبطها
 
بِليلٍ منَ الأهواء قد فقدَ البدرا
  
وَأَعقلُ منه الكلبُ يسترُ رجسهُ
 
وَهذا رَأى فى نشرِ أَرجاسهِ فخرا
  
كِتابى لخيرِ الخلقِ قد جاء ناصرًا
 
وَهذا لأعداءِ النبى أَتى نصرا
  
فَذلكَ مِن أَعلى وأَعلى مناقبي
 
وَهذا لهُ أَقوى مثالبهِ الكُبرى[٤٠]
  
وَذلكَ فَخرى فى الحياةِ وبَعدها
 
وَهذا لهُ خِزى بدنياهُ والأخرى
  
وَقرّظ قَولى عنَدما تمّ طبعهُ
 
مَشايخُ إِسلام الشريعةِ فى مصرا[٤١]
  
وَقرّظَ سفرَ السوءِ بالزورِ أهلهُ
 
وَمَن كانَ عَن سبلِ الشريعةِ مزورّا[٤٢]
  
يَذُمُّ خيارَ المُسلمينَ وَيَنتقي
 
لأشرارِهم أمثاله الحمدَ والشكرا
  
فَمثلُ الرِفاعى القطب يختار ذمّهُ
 
وَشيخُ منارِ السوء يمنحهُ شُكرا[٤٣]
  
خبائثُ أَرواحٍ تحنُّ لِبعضها
 
فَسُحقاً لهُم سُحقاً وخسراً لهم خسرا[٤٤]
  
همُ الكلُّ أعداءُ النبى فَبعضهم
 
عداوتهُ كُبرى وبعضهمُ صغرى
  

 

والله تعالى أعلم.

  [اضغط هنا لنسخة منسقة بصيغة بي دي أف]


[١] المرجع مجموع كتب تأليف الشيخ يوسف النبهانى رحمه الله تعالى.

[٢] فى حسابه أى فى حسبانه وظنه وفيه تورية بحساب العدد رشحها ذكر الصفر فى القافية والصفر الخالى وفيه تورية بصفر الحساب.

[٣] الوهابية منسوبون للشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدِىّ كان موجودًا فى أواسط القرن الثالث عشر والردى الهلاك.

[٤] النهى العقول والأعراب عرب البادية والزور الكذب والوزر الإثم.

[٥] عرسه زوجته.

[٦] التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى عند الوهابية شرك وقدر الشىء مبلغه وماله عندى قدر أى حرمة ووقار قاله فى المصباح.

[٧] ادعى مسليمة الكذاب أنه شارك النبى صلى الله عليه وسلم فى الرسالة وذلك من شدة جنونه وضلاله وكذبه الذى يضرب به المثل والشطر النصف.

[٨] ورد فى صحيح البخارِىّ أن النبى صلى الله عليه وسلم أشار إلى جهة الشرق وهو فى المدينة المنورة وقال من ههنا يطلع قرن الشيطان وبلاد نجد واقعة فى جهة الشرق من المدينة المنورة وأصل النجد ما ارتفع من الأرض ولا غرو ولا عجب اهـ قلت بل صح في بعض الأحاديث باسم نجد.

[٩] ورد فى الحديث الشمس تطلع بين قرنَىْ شيطان أى ناحيتى رأسه وجانبيه.

[١٠] الأشعرِىّ أبو الحسن إما أهل السنة من الشافعية والمالكية والموفقين من الحنابلة والماتريدِىُّ أبو منصور إمام أهل السنة من الحنفية فهذان الإمامان عقائدتهما مرجع جميع أهل السنة ولم يختلفها فى شىء يترتب عليه نسبة البدعة وقد أطال الكلام فى ذلك الزبيدِىُّ فى الجزء الثانِى من شرح الإحياء فى كتاب قواعد العقائد ونقل عن السبكِىّ وابنه وغيرهما ما فيه الكفاية فراجعه إن شئت.

[١١] عذروا من يستغيث بكافر أى من الإحياء ومنعوا الاستغاثة بالأنبياء والأولياء بعد موتهم فكأن الكافر الحَىَّ عندهم أحسن حالًا من الأنبياء بعد موتهم نعوذ بالله من غضب الله وإذا ضلت العقول على علم فماذا تقوله النصحاء.

[١٢] الرجس النجس وجابوا قطعوا أى يذهبون إلى بلاد المشركين للتجارة وغيرها.

[١٣] بترا مقطوعة عن الخير بتحقيرهم أحباب الله من أنبيائه وأوليائه بعد مماتهم.

[١٤] الوهابية يعتقدون أن الله تعالى منحصر فى جهة العلو وهم بهذا الاعتقاد الفاسد يستحقون اطلاق الشرك عليهم فإنه يلزم من ذلك اعتقادهم بوجود ءالهة كثيرة فإن الأرض كروية والسماء تعلوها من سائر جهاتها فكل علو لقوم فى جهة هو سفل لقوم ءاخرين فى جهة أخرى وعلو هؤلاء أصحاب السفل هو أيضًا سفل لقوم ءاخرين وهكذا فى كل بقعة وكل قوم على وجه الأرض فيكون حينئذ إله كل قوم فى علوهم وهو غير إله للقوم الذين هذا العلو سفل لهم بل إلههم ما كان فى جهة علوهم وعلوهم أيضًا هو سفل لقوم ءاخرين فيكون إلههم ليس إلهًا لاولئك الآخرين بل إلههم فى علوهم فاعلم ذلك ثم بعد نظمِى هذه القصيدة التى ذكرت فيها هذا المعنى ينحو سنة راجعت تفسير الفخر الرازِىّ عند قوله تعالى فى سورة طه الرحمن على العرش استوى فوجدته ذكر هذا الاحتجاج فحمدت الله تعالى على موافقته مع زيادة عليه قال رحمه الله تعالى المسألة الثانية المشبهة تتعلق بهذه الآية فى أن معبودهم جالس على العرش وهذا باطل بالعقل والنقل من وجوه وأخذ يذكرها إلى أن قال وثامنها أن العالم كرة فالجهة التى هِى فوق بالنسبة إلينا هى تحت بالنسبة إلى ساكنِى ذلك الجانب الآخر من الأرض وبالعكس فلو كان المعبود مختصًا بجهة فتلك الجهة وإن كانت فوقًا لبعض الناس لكنها تحت لبعض ءاخرين وباتفاق العقلاء لا يجوز أن يقال المعبود تحت جميع الأشياء انتهت عبارته وسيأتِى قريبًا نقل احتجاج ءاخر عنه فى استحالة الجهة على الله تعالى.

[١٥] أحرى أولى.

[١٦] الذرة النملة الصغيرة.

[١٧] إنما يقضِى بتعدد الآلهة أى على اعتقاد القائلين بالجهة لأنهم يعتقدون إن إلههم فى علوهم والقوم الذين هم فى سفلهم يعتقدون أن إلههم فى علوهم ومعلوم أن علو أولئك غير علو هؤلاء بذلك تعدد الآلهة بحسب اعتقادهم إلى ما لا نهاية له.

[١٨] وكون الجهات كلها سفلًا يقتضِى عدم وجود الإله بحسب اعتقادهم الفاسد.

[١٩] نقلت عن الإمام أبى الفرج بن الجوزِى وهو من أئمة الحنابلة فى كتابِى شواهد الحق أن الإمام أحمد رضى الله عنه برئ من اعتقاد الجهة وأن هؤلاء القوم الحنابلة الذين يعتقدونها هم مخطئون افحش الخطأ ومخالفون لمذهب إمامهم فى ذلك.

[٢٠] شذ انفرد عن الجمهور.

[٢١] شكرِى الآلوسِىّ هو شركِى أفندِى ابن عبد الله أفندِى ابن محمود أفندِى الآلوسِىّ البغدادِىّ صاحب التفسير الشهير وحفيده هذا شكرِى هو مؤلف كتاب غاية الأمانِى فى الرد على النبهانِى رد به على كتابى شواهد الحق فى الاستغاثة بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وحيث أنه جديد فى مذهب الوهابية وإنما ورثه عن أبيه وجده فقط أراد بهذا الكتاب أن يثبت عندهم أنه أرسخ منهم فى مذهبهم ولذلك بالغ فى ذم أئمة المسلمين من العلماء والأولياء العارفين وإنما أخفى حاله ولم يصرح باسمه فى ظهر الكتاب بل قال إنه تأليف أبى المعالِى السلامِى لأن دولة بعض من يخشى بأسهم كانت قائمة فلم يتجاسر على اظهار نفسه ولكن المطبعة التى طبعته فى مصر والجماعة الذين طبعوه على نفقتهم من النجديين وجمعية الوهابية ومن أشدهم بغضًا للإسلام والمسلمين عبد القادر التلمسانِى ترجمان قنصل الانكليز فى جده كلهم مقرون ومفتخرون بأن مؤلف هذا الكتاب هو شكرِى أفندِى الآلوسِىّ ليطلعوا الناس الناس على أن من عائلات أهل السنة والجماعة الشريفة فى بغداد من دخلوا فى مذهبهم فالحمد لله على العافية.

[٢٢] مجنونهم شكرِى أفندِى هذا فإن أخاه عارف أفندِى وهو من خيار هذه العائلة الشريفة وما زال من أهل السنة والجماعة كأجداده الأقدمين زارنِى فى العام الماضى فى القسطنطينية بعد طبع ذلك الكتاب الخبيث واعتذر لِى عن مؤلفة أخيه شكرِى أفندِى بأنه مجنون فصدقته لأن كتابه هذا لا يصدر عن عاقل ولو كافرًا ولأنِى كنت اسمع ممن يعرفونه أن فى عقله ودينه اختلالًا بسببه تحصل منه ههذ الجراءة على الطعن فى الدين وأئمة المسلمين حتى أخبرنِى العالم الفاضل الشيخ أمين أفندِى سويد الدمشقِى بأنه سمعه فى بغداد يطعن فى الإمام الشافعِىّ فخاصمه على ذلك وسمعت من أهالِى بغداد أنه غير متدين بدين مستقيم أما قومه فقد اجتمعت بجماعة منهم كعمه المرحوم عبد الباقِى أفندِى وعلِىّ أفندِى ابن عمه نعمان أفندِى وأخوته مصطفى أفندِى وعارف أفندِى ورشدِى أفندِى فما سمعت ولا رأيت على أحد منهم شائبة فى دينه ولكهم من خيار المسلمين نفعنا الله بهم أجمعين وبأسلافهم الطيبين الطاهرين والرجيع بطلق على روث الدواب وعلى خرءِ الانسان.

[٢٣] الارتجاس جمع رجس الرد على النبهانِى وطبعته له جميعة الوهابية وتراجم كثيرين والقصائد التى فى مدحهم ومدح أجداده وغير ذلك مما لا دخل له فى موضوع الكتاب وإنما أراد تكبير حجمه وفوق ذلك طبعوه بورق ثخين وحرف كبير حتى ظهر مثل المخدة حتى فرظته جرايد المارقين كالمنار بأنه كتاب كبير فى الرد على أعدائهم علماء المذهب الأربعة.

[٢٤] عقره جرحه.

[٢٥] كتاب الشتم هو كتابه الذى سماه غاية الأمانى فى الرد على النبهانِىّ وطبعته له جمعية الوهابية على نفقتها فى مصر وهو إنما جمع فيه مناقب ابن تيمية وعقيدته وعقيدة الوهابية وتراجم كثيرين والقصائد التى فى مدحهم ومدح أجداده وغير ذلك مما لا دخل له فى موضوع الكتاب وإنما أراد تكبير حجمه وفوق ذلك طبعوه بورق ثخين وحرف كبير حتى ظهر مثل المخدة حتى قرظته جرايد المارقين كالمنار بأنه كتاب كبير فى الرد على أعداهم علماء المذاهب الأربعة.

[٢٦] الوغر الغيظ الشديد.

[٢٧] الحمق قلة العقل قال فى كتابه المذكور عنى أنِى أعتقد ألوهيته صلى الله عليه وسلم وذلك لقصور فهمه عن ادراك علو منزلة النبى صلى الله عليه وسلم واستعظامه المعانِى التى مدحته بها عليه الصلاة والسلام وأنا اعلم يقينًا أنه صلى الله عليه وسلم مع كونه أشد الخلق وأعظمهم عبودية لله عز وجل ومع ذلك فمن يعتقد ألوهيته صلى الله عليه وسلم يكفر بذلك فهو إذا كان يعتقدنِى كذلك يكون كافرًا بتكفير المسلم فلا جزاه الله عن نفسه وعنى خيرًا فقد شغلنِى بما لا حاجة بى للاشتغال به ولو اشتغل هذا الخبيث بدفع مضرات الأميركان ونحوهم من الكفرة الهاجمين على تضليل أولاد المسلمين لكان خيرًا له من أن يشغل نفسه ويشغلنِى به بل هو يوالِى أولئك الكافرين ويؤلف لهم التآليف ويأخذ منهم الجوائز ولا يبعد عن لؤمه واستعماله الدين للدنيا أن يكون أخذ مقدارًا وافرًا من كتاب غاية الأمانِى أجرة على تضليله الناس فقد كانت نفقة طبعه على حساب جمعية الوهابية التى رئيسها عبد القادر التلمسانِى فى جُدَّة.

[٢٨] قال فى كتابه المذكور عنى أنى مدحت النبى صلى الله عليه وسلم بمدائح كثيرة ولكنه لا ينقل منها شيئًا فى كتابه لئلا يلوثه بها فانظر هذا الضلال المبين وانظر هذا التهتك فى الدين وانظر هذه الاستهانة بسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بل هذه العبارة الخبيثة التى صدرت من هذا الخبيث لا تصدر من النصارى واليهود ولا أدرِى إذا عرضت على العلماء الأعلام هل يفتون ببقائه مسلمًا أو بخروجه بها من دين الاسلام.

[٢٩] شحن البيت ملأه والجزاف بين الشىء لا يعلم كيله ولا وزنه والمجازف الذى يرسل كلامه ارسالًا من غير قانون ولا قياس.

[٣٠] المحبين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

[٣١] ذكرت فى كتابى شواهد الحق عبارة اعترضت بها على نعمان أفندِى الآلوسِىّ وأبيه فيما نقله عنه فى كتابه جلاء العينين من العبارات التى يمنع بها الاستغاثة وفقًا لمذهب الوهابية.

[٣٢] السفه والسفاهة نقص فى العقل وأصله الخفة وسفه الحق جهله

[٣٣] النسل الولد ويبغى يطلب يقال ثأرت القتيل إذا قتلت قاتله ولا يخفى أن المجوس لهم تأثرات كثيرة عند المسلمين لقتلهم منهم فى أول الإسلام كثيرًا من المحاربين أيام فتح العراق.

[٣٤] والاه موالاة وولاء تابعه والولاء النصرة من مذهب الوهابية تكفير المستغثين بالنبى صلى الله عليه وسلم لله تعالى فى قضاء حاجاتهم ومثله فى ذلك غيره من الأنبياء والأولياء وهذا المراد بقولى يرون الحب أى الأفراط فيه يزعمهم.

[٣٥] معالى الأمور جمع معلاة وهى مكسب الشرف والمقصود الأوصاف الجميلة والمراتب العلية.

[٣٦] طورًا تارة.

[٣٧] اللعن الطرد.

[٣٨] الحرف أى طبعوه بالحرف الكبير والقرطاس أى الورق الثخين ليظهر كبر حجمه وتترى متابعة.

[٣٩] من راجع كتابِى شواهد الحق وكتابه غاية الأمانِى وطابق بين كلامه وكلامِى بالدقة يعلم حينئذ جهله وعجزه عن الجواب الصحيح فإنه تارة لا يجيب أصلًا وتارة يجيب بأجوبة لا توافق الحقيقة ولا يفهم لها معنى ينطبق على المقصود ولكنه يخرج لنقل النقول الكثيرة والكتب الكاملة بحروفها منها مناقب ابن تيمية للشيخ مرعِى الكرمِى ومنها عقيدة ابن تيمية ومنها عقيدة محمد بن عبد الوهاب ومنها غير ذلك فلو جمعت هذه الكتب لكانت نحو ثلثَى كتابه والثلث الباقى نصفه أشعار ونصفه شتائم وفشار وعار وشنار على هذا المجنون الجابر لا زال غضب الله منصبًا عليه إناء الليل وأطراف النهار اللهم إلا أن يكون شريفًا من السلالة الطاهرة حقيقة وتكون هذه الأخلاق السيئات جاءته من جهة الأمهات فحينئذ أسامحه بحقوقى فى الدنيا والآخرة وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعفو عنه ويوفقه للتوبة النصوح والرجوع عن هذا المذهب الباطل والاعتقاد العاطل وأن يرزقنى وأياه حسن الختام بجاه الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام وأسأله حينئذ أن يسمح عنِى ويعفو عما صدر منِى فإنِى بشر وقد ءاذانِى أذية بالغة عن قصد وتصور وتصميم أما أنا فردِى على جده محمود أفندِى وعمه نعمان أفندِى فى كتابِى شواهد الحق فوالله الذى لا إله إلا هو إنِى لم أقصد به غرضًا دنيويًا وليس بينِى وبينهما ولا بين أحد من ذريتهما أدنَى سبب يحملنِى على ذلك بل كل من عرفتهم منهم أحبابِى وكنت أكرم من يرد منهم إلى بيروت جميعًا لشرفهم ونسبتهم الطاهرة وأدعوهم إلى بيتِى واتقرب إليهم بالمودة دهدِى ومع كذا فحينما رأيت جلاء العينين كتاب نعمان أفندِى مشتملًا على نصرة البدعة على السنة وقد حصل منه ضرر لبعض القاصرين من المسلمين حملنِى ذلك على كتابة ما كتبه فى حقه فى كتابِى شواهد الحق والله المطلع على الضمير وهو نعم المولى ونعم النصير.

[٤٠] المناقب ضد المثالب جمع منقبة وهى الفعل الكريم والمثالب جمع مثلبة وهى النمقصة والمسبة.

[٤١] قرط كتابِى شواهد الحق شيخ الجامع الأزهر العلامة الشيخ عبد الرحمن الشربينِى وغيره من العلماء والمفتيين وأكابر المدرسين وأسماؤهم وعبارتهم مكتوبة فى ءاخره رحمهم الله تعالى ورضى عنهم أجمعين.

[٤٢] أما كتابه فقد قرظه هيان بان بيان والحارث بن الهمام وإن كان ولابد من وجود أشخاص بتلك الأسماء المجهولة فهم من أعداء دين الإسلام. والسفر الكتاب الكبير والزور الكذب والسبل جمع سبيل وهو الطريق والمزور المائل.

[٤٣] هو رشيد رضا القلمونِى لا رضى الله عنه ولا عن كل من كان على شاكلته من أعداء الدين الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا وقد ذكر شكرِى أفندِى كثيرًا من أشرارهم وكلهم أشرار فى كتابه هذا واثنى عليهم الثناء الجميل وذكر كثيرًا من أئمة المسلمين كالقطب الرفاعِى وذريته والسبكِىّ وابنه التاج وابن حجر الهيثمِى والجلال السيوطِىّ والإمام اليافعِىّ ونجم الدين الكبرِى والشيخ الأكبر وذرية الشيخ عبد القادر الجيلانِىّ وغير هؤلاء ممن لم يخطر فى بالِى الآن من أئمة الهدى وأكابر الأولياء رضى الله عنهم ونفعنا ببركاتهم شتمهم بأفظع الشتم ووصفهم بأقبح الأوصاف مما يستحِى النصارى واليهود أن يصفوا أدنياء المسلمين فضلًا عن أكابرهم بشىء منها وذلك فضلًا عن ثنائه الثناء الجميل على ابن تيمية وجماعته التابعين بدعته من الوهابية وغيرهم فإذا جمعت جميع ما ذكر ودققت فيه النظر تتحقق صحة شهرته بالجنون لأن مجموع ذلك لا يصدر من عاقل وإن كان كافرًا ومع كل ذلك هو إذا صحت نسبته الطاهرة يسامحونه كلهم فى الآخرة.

[٤٤] سحقًا أى بعدًا ومن حنو هذه الأرواح الخبيثة لبعضها ثناء شكرِى أفندِى الجميل عليهم وثناء شيخ المنار فى مناره على شكرِى أفندِى وعلى كتابه المذكور الذى ذكرها مرارًا فى مناره ورغب الناس فى اقتنائه لطعنه بأعدائه الأولياء الكرام وأئمة الإسلام وبالغ فى ذمِى فسرنِى ذلك لأنِى أحب انتشار عداوتنا الدينية ليحذرهم المسلمون وكل مسلم عاقل يرجح ذمه فى مناره على مدحه لأنه يدل على سلامة دينه.