اللامذهبية قنطرة اللادينیة[١]

قبساتٌ من فوائد وكيل مشيخة الإسلام محمد زاهد الكوثرِى
المتوفى سنة ١٣٧١هـ رحمه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد فإنك لا تجد بين رجال السياسة على اختلاف مبادئهم من يقيم وزنًا لرجل يَدّعِى السياسةَ وليس له مبدأٌ يسير عليه ويكافح عنه باقتناع وإخلاص، وكذلك الرجلُ الذِى يحاول أن يخادع الجمهور قائلًا لكل فريق أنا معك، ومن أَرْدَإِ أخلاقِ المرء أن يكون إِمَّعَةً لا مع هذا الفريق ولا مع ذلك الفريق وإن تظاهر لكل فريق أنَّه معه. وقديمًا قال الشاعر العربِىّ

يومًا يُمان إذا لاقَيْتَ ذا يَمَنٍ          وإن لقيتَ معديَّا فعدنانِى

ومن يتذبذب بين المذاهب منتهجًا اللامذهبية فى الدين الإسلامِىّ فهو أسوأ وأردأ من الجميع.

وللعلوم طوائفُ خاصةٌ تختلف مناهجهم حتى فى العلم الواحد عن اقتناعٍ خاصٍ فمن ادعَى الفلسفة من غير انتماءٍ إلى أحد مسالكها المعروفة فإنَّه يعد سفيهًا منتسبًا إلى السَّفَهِ لا إلى الفلسفة والقائمون بتدوين العلوم لهم مبادئ خاصة ومذاهب معينة حتى فى العلوم العربية لا يمكن إغفالها ولا تَسْفِيهُ أحلامِ المستمسكين بأهدابها لمن يريد أن يكرع من ينابيعها الصافية.

و ليس ثمة علم من العلوم عُنِىَ به العلماء عناية تامة على توالِى القرون من أبعد عهد فى الإسلام إلى أدنَى عهوده القريبة منا مثلُ الفِقْهِ الإسلامِىّ.  فالنبِىُّ صلى الله عليه وسلم كان يفقه أصحابه فى الدين ويدربهم على وجوه الاستنباط حتى كان نحو ستة من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يُفتون فى عهد النبِىّ صلى الله عليه وسلم. وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلَى استمرَّ الصحابة على التفقُّه على هؤلاء ولهم أصحاب معروفون بين الصحابة والتابعين فى الفُتيا، فالمدينة كانت مهبط الوحِى ومقر جمهرة الصحابة إلى ءَاخر عهد ثالث الخلفاء الراشدين وعُنِىَ كثيرٌ من التابعين من أهل المدينة بجمع شتات المنقول عن الصحابة من الفقه والحديث حتى كان للفقهاء السبعة من أهل المدينة منزلةٌ عظيمة فى الفقه وكان سعيد بن المسيب يسأله ابن عمر رضِىَ الله عنهما عن أقضية أبيه تقديرًا من ذلك الصحابِى الجليل لسعة علم هذا التابعِىّ الكبير بأقضية الصحابة.

ثم انتقلت علوم هؤلاء إلى شيوخ مالك من أهل المدينة  فقام مالكٌ بجمعها وإذاعتها على الجماهير  فنسب إليه المذهب تأصيلًا وتفريعًا وانصاع له علماءُ كبارٌ تقديرًا لقوة حُججه ونور منهجه على توالِى القرون ولو قام أحدُ هؤلاء العلماء المنتمين إليه بالدعوة إلى مذهبٍ يَسْتَجِدُّهُ لوجدَ مَن يتابعه من أهل العلم لسعة علمه وقوة نظره لكنهم فضلوا المحافظة على الانتساب إلى مذهب عالم المدينة حرصًا على جمع الكلمة وعلمًا منهم بأنَّ بعض المسائل الضعيفة المروية عن صاحب المذهب تُتْرَكُ فى المذهب إلى ما هو أقوَى حجة وأمتنَ نظرًا برأىِ أصحاب الشأن من فقهاء المذهب حتى أصحب المذهب باستدراك المستدركين لمواطن الضعف بالغ القوة بحيث إذا قارعه أحد المتأخرين أو ناطحه فَقَدَ رَأْسَهُ.

وهكذا باقِى المذاهب للأئمة المتبوعين، فها هِى الكوفة بعد أن ابتناها الفاروق رضِى الله عنه وأسكن حولها الفصح من قبائل العرب بعث إليها ابنَ مسعود رضِى الله عنه ليُفَقِّه أهل الكوفة فى دين الله قائلًا لهم (إنِى ءاثرتكم علَى نفسِى بعبد الله) اهـ وعبدُ الله هذا منزلتُهُ فى العلم بين الصحابة عظيمة جدًّا وهو الذِى يقول فيه عمر (كنيف مُلِئَ عِلمًا) وفيه وردَ حديثُ (إنِى رضيت لأمتِى ما رضِىَ لها ابن أم عبد) وحديث (من أراد أن يقرأ القرءان غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) فقراءة ابن مسعود هِى التِى يرويها عاصم بن زر بن حبيش عنه كما أنَّ قراءة علِىّ بن أبى طالب كرم الله وجهههِى التِى يرويها عاصم عن أبِى عبد الرحمن بن عبد الله بن حبيب السلمِى عنه  فَعُنِىَ ابن مسعود بتفقيه أهل الكوفة من عهد عمر إلى أواخر عهد عثمان رضِى الله عنهم عناية لا مزيد عليها  حتى امتلأت الكوفة بالفقهاء.

ولما انتقل علِىّ بن أبِى طالب كرم الله وجهه إلى الكوفة سُرَّ من كثرة فقهائها جدًّا  فقال (رحم الله ابن أم عبد قد ملأ هذه القرية علمًا) ووالى بابُ مدينةِ العلم تفقيهَهُمْ إلى أنَّ أصبحت الكوفة لا مثيل لها فى أمصار المسلمين فى كثرة فقهائها ومحدثيها والقائمين بعلوم القرءان وعلوم اللغة العربية فيها بعد أن اتخذها علِىُّ بن أبِى طالب كرم الله وجههعاصمة الخلافة وبعد أن انتقل إليها أقوياء الصحابة وفقهاؤهم  وقد ذكر العجلِىّ أنه توطن الكوفة وحدها من الصحابة ألفٌ وخمسمائة صحابِى سِوَى من أقام بها ونشر العلم بين ربوعها  ثم انتقل إلى بلد ءاخر فضلًا عن باقِى بلاد العراق فكبارُ أصحاب علِى وابن مسعود رضِى الله عنهما بها لو دُوِّنَتْ تراجمهم فى كتاب خاص لأتَى كتابًا ضخمًا وليس هذا موضع سرد لأسمائهم.

وقد جمع شتات علوم هؤلاء إبراهيم بن يزيد النخعِىّ وءَارَاؤُهُ مدونةٌ فى ءاثار أبِى يوسف وءاثار محمد بن الحسن ومصنف بن أبِى شيبة وغيرها ويَعُدُّ النقاد مراسيله صحاحًا، ويفضله على جميع علماء الأمصار الشَّعْبِىُّ الذِى يقول عنه ابن عمر رضِى الله عنهم حينما رَءَاهُ يتحدثُ بالمغازِى (لهو أحفظ لها منِى وإن كنت شهدتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)ويقول أنس بن سيرين (دخلت الكوفة فوجدت بها أربعة ءالاف يطلبون الحديث وأربعمائة قد فقهوا كما فى الفاصلللرامهرمزِى).

وقد جمع أبو حنيفة علوم هؤلاء ودونها بعد أخذٍ ورَدٍّ سديدين فى المسائل بينه وبين أفذاذ أصحابه فى مجمع فقهِى كيانه من أربعين فقيها من نبلاء تلاميذه المتبحرين فى الفقه والحديث وعلوم القرءان والعربية كما نصَّ على ذلك الطحاوِىّ وغيره. وعن هذا الإمام يقول الشافعِىّ رضِى الله عنه (الناس عيال فى الفقه على أبِى حنيفة) اهـ وبين أصحابه وأصحاب أصحابه نضج الفقه ولم يدعوا كلامًا لمستدرك شكر الله سعيهم.

ثم أتى الشافعِىُّ رضِى الله عنه فجمع عيونًا من المَعِينَينِ وزاد ما تلقاه من شيوخه من أهل مكة كمسلم بن خالد الذِى تلقى العلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضِى الله عنهماوقد امتلأ الخافقان بأصحاب الشافعِىّ وأصحاب أصحابه وملأوا العالم علمًا. وأهلُ مصر من أعرف الناس بعلومه وعلومِ أصحابه حيث سكنها فى أواخر عمره ونشر بها مذهبَهُ الجديدَ ودُفن بها رضِى الله عنه. ولا يتسع هذا المقال لبيان ما لسائر الأئمة من الفقهاء من الفضل على الفقه الإسلامِىّ وهم على اتفاقٍ فى نحو ثلثِى مسائل الفقه والثلث الباقِى هو معترك ءارائهم وحُجَجُهُمْ فى ذلك ومَدَارِكُهُمْ مدونةٌ فى كتب أهل الفقه.

فمذاهبُ تكون بهذا التأسيس وهذا التدعيم إذا لَقِيَتْ فى ءاخر الزمان متزعمًا فى الشرع يدعو إلى نبذِ التمذهب بها باجتهادٍ جديد يقيمه مقامها محاولًا تدعيمَ إمامته باللامذهبيةِ بدون أصل يَبْنِى عليه غير شهوة الظهور تبقَى تلك المذاهب وتابعوها فى حيرة بماذا يحقُّ أنْ يُلَقَّبَ من عنده مثلُ هذه الهواجس والوساوس أهو مجنونٌ مكشوف الأمر غلط من لم يقده إلى مستشفى المجاذيب أم مذبذب بين الفريقين يختلف أهل العقول فى عده من العقلاء أو مجانين العقلاء!

بدأنا منذ مدة نسمع مثل هذه النعرة من أناس هم فى حاجة شديدة على ما أرى إلى الكشف عن عقولهم بمعرفة الطبيب الشرعِىّ قبل الالتفات إلى مزاعمهم فى الاجتهاد الشرعِىّ القاضِى فى زعمهم على اجتهادات المجتهدين فعلى تقدير ثبوت أن عندهم بعضَ عقلٍ فلا بُدَّ أن يكونوا من صنائع أعداء هذا الدين الحنيف مِمَّنْ لهم غاية ملعونة ترمِى إلى تشتيتِ اتجاهِ الأمة الإسلامية فى شئون دينهم ودنياهم تشتيتا يؤدِّى بهم إلى التناحر والتنابذ والتشاحن والتنابز يومًا بعد يوم بعد إخاءٍ مديدٍ استمر بينهم منذ بزغت شمس الإسلام إلى اليوم.

فالمسلم الرزين لا ينخدع بمثل هذه الدعوة فإذا سمع نعرة الدعوة إلى الانفضاض من حول أئمة الدين الذين حرسوا أصولَ الدين الإسلامِىّ وفروعه من عهد التابعين إلى اليوم كما توارثوه من النبِىّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهرضِى الله عنهم أو طَرَقَ سَمْعَهُ نعيقُ النيل من مذاهب أهل الحق فلا بد له من تحقيق مصدر هذه النعرة واكتشاف وكْرِ هذه الفتنة.

 وهذه النعرة لا يصح أن تكون من مسلم صميم درس العلوم الإسلامية حقّ الدراسة بل إنَّما تكون من مُتَمَسْلِمٍ مندس بين علماء المسلمين أخذ بعض رؤوس مسائل من علوم الإسلام بقدر ما يظن أنَّها تؤهله لخدمة صَنائعه ومُرشَّحيه فإذا دقق ذلك المسلم الرزين النظر فى مصدر تلك النعرة بنُورِهِ الذِى يسعَى بين يديه يَجِدُهُ شخصًا لا يشارك المسلمين فى ءَالامهم وءَامالِهِمْ إلا فى الظاهر  بل يزامل ويصادق أناسًا لا يتخذهم المسلمون بطانةً ويُلْفِيهِ يجاهر بالعداء لكل قديمٍ وعتيقٍ إلا العتيقَ المجلوب من مغرب شمس الفضيلة ويراه يعتقد أنَّ رطانته تؤهله عند أسياده لعمل كل ما يعمل،  فعندما يَطَّلِعُ ذلك المسلم على جلية الأمر يعرف كيف يخلص بيئة الإسلام من شرور هذا النعيق المنكر بإيقاف أهل الشأن على حقائق الأمور. والحق يعلو ولا يُعلَى عليه.

إنَّ من تابع المجتهد فى جميع ءارائه فقد خرج من العهدة أصاب مجتهدُهُ أم أخطأ، وكذا المجتهدون الآخرون لأن الحاكم إذا اجتهد وأصاب فله أجران وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر واحد والأحاديث فى هذا الباب فى غاية من الكثرة وعلى اعتبار من قلد المجتهد خارجًا من العهدة وإن أخطأ مجتهِدُهُ جَرَتِ الأمةُ منذ بزغت شمس الإسلام ولا تزال بازغة إلى قيام الساعة بخلاف شمس السماء فإن لها فجرًا وضحًى وغروبًاولولا أنَّ المجتهد يخرج من العهدة على تقدير خطئه لما كان له أجرٌ وليس كلامنا فيه.

وأما إن كان ذلك الداعِى إلى نبذ التمذهب يعتقد فى الأئمة المتبوعين أنهم من أسباب وعوامل الفرقة والخلاف بين المسلمين وأن المجتهدين فى الإسلام إلى اليوم كلهم على خطإٍ، وأنه يستدرك عليهم فى ءَاخِرِ الزمن الصوابَ الذِى خَفِىَ على الأمة منذ بزوغ شمس الإسلام إلى اليوم فهذا من التهور والمجازفة البالغين حَدَّ النهاية.

ونحن نسمع من فلتات ألسنة دعاة هذه النعرة بين حين وءَاخَرَ تهوينَ أمرِ أخبارِ الآحادِ الصحيحة من السنة وكذا الإجماعُ والقياسُ بل دلالات الكتاب المعتبرة عند أهل الاستنباط فبتهوينِ أخبار الآحاد يتخلصون من كتب السنة من صحاح وسنن وجوامع ومصنفات ومسانيد وتفاسير بالرواية وغيرِها وإذن فلا معجزة كونية تستفاد منها ولا أحكام شرعية تستمد منها  فهل يسلك مثل هذه السبيل من سبل الشيطان غير صنائع أعداء الإسلام.

على أن أخبار الآحاد الصحيحة قد يحصل بتعدد طرقها تواتر معنوِى بل قد يحصل العلم بخبر الآحاد عند احتفافه بالقرائن بل يوجد بين أهل العلم من يرى أن أحاديث الصحيحين غير المنتقدة من تلك الأحاديث المحتفة بالقرائن.

وبِنَفْىِ الإجماعِ يتخلصون من مذاهب جمهرة أهل الحق وينحازون إلى الخوارج المرقة والروافض المردة.

وَبِرَدّ القياس الشرعِىّ يسدون على أنفسهم باب الاجتهاد ومسالك العلة على طرقها المعروفة المألوفةمنحازين إلى نفاة القياس من الخوارج والروافض وجامدِى أهل الظاهر.

وبتلاعبهم بدلالات الكتاب المعتبرة عند أهل الاستنباط يتخذون القيود الجارية مجرَى الغالب الملغاةَ باتفاقٍ بين القائلين بالمفاهيم وغير القائلين بها من صدر الإسلام إلى اليوم وسيلةً لتغيير كثير من الأحكام القطعية ويجعلون للعرفِ شأنًا غير ما له عند جميع فقهاء هذه الأمة خانعين لما ألقاه بعض مستشرقِى اليهود بمصر فى عمل أهل المدينة ونحوه. وكذلك صنيعهم فى المصلحة التِى شرحنا دخائلها بعض شرح فى مقالنا (شرع الله فى نظر المسلمين).

وكلُّ ذلك يجرِى تحت بصر الأزهر وسمعه ورجالُهُ سكوتٌ. والسكوت على تلك المخازِى مما لا يرتضيه الأزهرُ السُّنِىُّ الذِى أُسِّسَ بنيانه على التقوَى منذ عهد الملك الظاهر بيبرس وأمرائه الأبرار حيث صَيَّرُوهُ معقل العلم لأهل السنة  بعد أن أحيوا معالمه ولم تزل ملوك الإسلام ترعاه على هذا الأساس إلى اليوم  ولا يزال بابه مغلقًا على غير أتباع الأئمة الأربعة،  وكم أَدَرُّوا عليه من الخيرات لهذه الغاية النبيلة  وللملكِ فؤادٍ الأولِ رحمه الله يدٌ بيضاء فى إنهاض الأزهر على ذلك الأسّ القويم والحكومة الرشيدة المتمسكة بأهداب الدين الإسلامِى لم تزل تُسْدِى إليه كُلَّ جميلٍ مراعاةً لتلك الغاية السديدة.

فإذا تَمَّ لدعاة النعرةِ الحديثة قصرُ الاجتهادِ على شخصٍ واحد من أبناء العهد الحديث بمؤهلات غير مألوفة وتمكنوا من إبادة المذاهب المدونة فى الإسلام لهؤلاء الأئمة الأعلام ومن حمل الجماهير على الانصياع لآراء ذلك الشخص يتم لهم ما يريدون ولكن الذِى يتغنَى بحرية الرأىِ على الإطلاق بكل وسيلة كيف يستقيم له منع الطامحين من أبناء الزمن مثله إلى الاجتهاد من الاجتهاد. أم كيف يجيز إملاءَ ما يريد أن يمليه من الآراء على الجماهير مُرْغَمِينَ فاقدِى الحرية. أم كيف يبيح داعِى الحرية المطلقة حرمان الجماهير المساكين المقلدين حرية تَخَيُّرِ مجتهد يتابعونه باعتبار تعويلهم عليه فى دينه وعلمه فى عهد النور.  ولم يسبق لهذا الحَجْرِ مثيلٌ فى عهد الظلمات.  وهذا مما لا أستطيع الجواب عنه.

وقصارَى القول أنك إذا قمتَ بدرس أحوال القائمين بتلك النعرة الخبيثة وجدتهم لا يألفون المألوف ولا يعرفون المعروف أعمت شهوة الظهور بصائرهم حتى تراهم يصادقون المتألبين على الشرق المسكين فنعرتهم هذه ما هِى إلا نعيق الإلحاد المنبعث عن أهل الفساد فيجب على أهل الشأن أن يَسْعَوْا فى تعرف مصدر الخطر وإطفاء الشرر وليست هذه الدعوة المنكرة سوى قنطرةِ لللادينيةِ السائدةِ فى بلادٍ أخرَى مُنِيَتْ بالإلحاد وكُتِبَتْ لها التعاسةُ. والمؤمن لا يلدغ من جُحْرٍ مرتين والعاقل مَن اتعظ بغيره والله يقول الحق وهو يهدِى السبيل.

والله تعالى أعلم.


[١]المرجع كتاب مقالات الكوثرِىّ لوكيل مشيخة الإسلام الشيخ محمد زاهد الكوثرِىّ رحمه الله تعالى.