محاسن الإسلام[١]

قَبَساتٌ من فوائد عالم مكة وشيخها
السيد علوِىّ بن عباس المالكِىّ
المتوفى سنة ١٣٩١هـ رحمه الله تعالى

نحمدك اللهم على ما مننت به من الهداية والتوفيق ونصلِى ونسلم على نبينا ورسولنا محمد الهادِى إلى أقوم طريق وعلى ءاله الأطهار النبلاء وأصحابه الأخيار الأجلاء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.  أما بعد فاليوم محاضرتنا بعنوان ذكر محاسن الإسلام.

محاضرتنا بعنوان ذكر محاسن الإسلام، أيها السادة الكرام

أيها السادة الكرام قال الله عز وجل في كتابه العزيز (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) كم لهذا الدين الإسلامِىّ من محاسن كثيرة وفضائل جمة وءاثار جليلة وأسرار عظيمة تحمل ذوِى العقول السليمة والفطر المستقيمة على التمسك به والتحلِى بآدابه والاهتداء بنوره، وكلما كان المرء سليم نيّر التبصر اشتد تعلقه بهذا الدين الحنيف لما فيه من جليل المحاسن وجميل الفضائل.

لقد أخرج الله العرب الأميين بهذا الدين الربانِىّ من الجهل إلى العلم ومن التفرق إلى الاتحاد ومن الخمول إلى الشهرة ومن الجمود إلى التفكر الناضج  وأبدلهم بالخوف أمنًا، وبالعداوة محبة، وبالضعف قوة، وبالذل عزًا، وبالفقر غنًى، وبحفاء الطباع وغلظ الأكباد رأفةً ورحمة، وبالتوحش والهمجية مدنية وحضارة.

الله أكبر ما أجلَّ حكمةَ هذا التشريع الإسلامِىّ، لقد ضاغهم إخوانًا وألف بين قلوبهم فكانوا أمة شديدة البأس عظيمة القوة واسعة السلطان منهم أساتذة العالم علمًا وسياسة وأدبًا وأئمة الفنون اختراعًا وتطبيقًا.

قلمهم يكتب فيطاع وحسامهم يُنتضَى فَيُهَاب وراياتهم تخفق على ربا الأرض فيجرِى من تحتها العدل والسلام بعد ما كانوا بالأمس فِى جاهليتهم أذلاء ضربهم الجهل بسوط من عذاب الهون وبسط عليهم أيديًا كالحجارة أو أشد قسوة فصاروا إلى تقاطع وتدابر وتناحر وغفلة وركود وذل ولهو وتباطؤ وبلاء، ثم صاح بهم منادِى الإيمان أن ءامنوا بربكم فآمنوا فقلبوا أنظارهم فِى كل ناحية من نواحِى حياتهم وتدبروا شئونهم فما كان من خلل أصلحوه وما ظهر من عوج قوَّموه واستعاضوا الهزل بالجِدِّ والتباطؤ بالعمل والبلاء بالسعادة والركود باليقظة والتدابر بالتناصح والأخوة والتفرق بالحزم والنشاط وبنوا مجدًا وسيادة وكانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله لا يبتغون بذلك الإصلاح والتقويم إلا وجه الله العظيم.

أليس هذا كله بفضل دين الإسلام وسر حقائقه النقية وأصوله المحكمة التِى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها تنزيل من حكيم حميد.

سبحانك اللهم أنت العليم الحكيم إن الدين عندك هو الإسلام (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) بل تجعل عمله هباء منثورًا، اهدنا الصراط المستقيم ووفقنا للعمل بالدين القويم حتى نكون فِى الأرض خير خلفاء ونعيد مجد السلف من الآباء وألهمنا معرفة أسرار تشريعك حتى نعبدك على ضوء اليقين والإخلاص فإنك تهدِى من تشاء وتضل من تشاء وأنت على كل شئ قدير.

أجل لقد هامت بحب هذا الدين الإسلامِىّ النفوس الطاهرة التِى لم تتدنس لأنها أدركت مزاياه ولا عجب فهو دينٌ فَتَحَ أقفالَ المشكلات وأزال الحجاب عن محيّا الحقائق، دينٌ ربانِىٌّ شهد له أعداؤه أنه ينتشر من غير تبشير من أهل ولا غرامة، دينٌ يكيد له حساده من يوم أنزل وهو كما تَرَى لم يُطفأ له نور ولا ضعف له برهان (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، دينٌ تَرَى مبغضيه يقتربون منه كلَّ يوم من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ذلك أنهم بهذه المكتشفات الحديثة والعلوم الكونية الجديدة لم يزيدوا إلا أنهم صاروا به يُصَدِّقُونَ وبفضله يَشهدون والفضل ما شهدت به الأعداء.

قال الله عز وجل (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).

دين أنجب من العلماء والعظماء ما لم ينجبه قبله دين أنجب مثل الصديق فِى ثباته وحلمه ومثل الفاروق فِى عدله وعزته ومثل ذِى النورين فِى إخلاصه ونبله ومثل أبِى السبطين في شجاعته وعلمه.

دينٌ حافظ على العقول والأعراض فحرم الخمر والقذف وحكم بجلد من يتناول المسكر أو يطعن فِى عرض أخيه.

دينٌ حافظ على المروءة والعفة والأنساب فأحلَّ النكاح وحرَّم الزنا ومقدماته وفرض جلد غير المحصن والنفِىَ عن الوطن تأديبًا وبرجم المحصن الزانِى ليموت ميتة الكلاب صيانة للأعراض والأنساب.

دينٌ حفظ البلاد من الفوضَى والاضطراب فشرع من المعاملات ما فيه راحة المجتمع الشرعِى وحاجة الناس وأحل البيع والشراء والرهن والقرض والحوالة والعارية والإجارة والشركة والقراض لتبادل المنافع على أحسن وجه من رعاية المصالح فِى حدود دائرة العدل.

دينٌ رتب الله تعالى فيه الحدود الشرعية زجرًا للنفوس ومحافظة على الأرواح والأعراض والأموال فشرع القصاص لحياة النفوس قال تعالى في محكم كتابه المبين (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وحكم بقطع يد السارق والسارقة لتكون إعلانًا متحركًا للاعتبار ودرسًا زاجرًا قال تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ولذا عندما قال المعرِى

يدٌ بخمسِ مِئينَ عسجد وُدِيَتْ      ما بالُها قُطعت في رُبع دينار

قال الإمام علم الدين السخاوِىُّ ردًّا عليه

عزُ الأمانة أغلاها وأرخصها     ذلُ الخيانة فافهم حكمة البارِى

وقال القاضِى عياض لما كانت أمينةً كانت ثمينةً فلما خانت هانت اهـ

دينٌ شرع من العباداتِ الصلواتِ فِى جماعةٍ تهذيبًا للنفوس وبعثًا لروح الإخاء بتأكيد رابطة اللقاء فِى بيوت الله عز وجل، وأوجب الزكاة تطهيرًا للنفوس من رذيلة البخل والشُّح، وحضَّ على السخاء تقويةً لمحبة الفقراء للأغنياء، وفرض الصيام تزكية للروح لتشعر بألم الجوع فتميل للعطف وتتعود قوة الإرادة فِى كبح جماح الشهوات، وشرع الحج فِى صعيد عرفات للتعارف والتآلف والدعاء والذكر وإظهار منتهَى الخضوع من العبد لأوامر سيده ومولاه والتعاون على الإصلاح والتدبير.

دينٌ كتابه القرءان الجامع والنور اللامع والهدِى والرحمة والذكرَى للعباد، ولذا نسمع الافتتاح به فِى كل إذاعة حتى من مواطن الضلال وإذاعات الأعداء يرسل على الكون شعاعه ويثبت أنه الكتاب الحق الذي جاء مهيمنًا على الكتب السماوية كلها  (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

دينٌ جاء نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم مبعوثًا من أجل أن يتمم مكارم الأخلاق فما من فضيلة إلا حضّ عليها وما من رذيلةٍ إلا حذر منها

صلاحُ أمرك للأخلاقِ مرجِعُهُ        فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تستقمِ

والنفسُ من خيرها فِى خير عافيةٍ         والنفسُ من شرها فِى مرتع وخم

دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان كاف للبشر فهو دين الحياة والإصلاح دين الرقِى والحضارة أشرف الأديان وخاتمها. دينٌ لم يفاضل بين أسود وأبيض ولا بين عربِىّ وعجمِىّ إلا بالتقوَى كما قال الله عز وجل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

دينٌ سماوِىٌّ كامل فيه المثل العليا للأخلاق الفاضلة والمزايا الكاملة والعدل والإخاء لقد فرض الله تعالى في الإسلام العدل حتى فِى معاملة الأعداء فقال (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، عدلٌ شاملٌ ورحمةٌ واسعةٌ ونظامٌ سامٍ وحضارةٌ راقيةٌ وتهذيبٌ للإنسان وارتقاء بالضمير الإنسانِىّ إلى أُفُق الطهارة والإنصاف من حضيض الدنس والاعتساف، فليسمع هؤلاء المفتونون بالحضارات الزائفة البراقة فإنها مظاهرُ لا حقائقُ وأجسادٌ بلا أرواح وحضاراتٌ بلا قلوب وءَاثَارُها ملموسةٌ من الاستبداد والتوحش والاستعمار والتفريق بين العناصر ونبذ الضعفاء. فما أعظمَ دينَ الإسلام وما أجل محاسنه الجليلة فلا سلام للعالم اليوم إلا باتباع تعاليمه الربانية السمحة القويمة.

ومهما حاول الكاتب البليغ أو الخطيب المصقع أن يحيط بمحاسنه وصفاته ومرونة أصوله وفروعه وأسراره فلن يبلغا الغاية من ذلك ولا ما يقرب منها مما تضيق به المجلدات الضخام (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ) لقد أبلج نور الحق فِى أفق الكون منذ أربعة عشر قرنًا فانقشعت أمامه ظلمات الجهل والضلالة وأشرقت أنوار الرسالة وخفقت أعلام التوحيد على ربا المعمورة وأدَّى الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته كاملة غير منقوصة وبَلَّغَ الأمانةَ ونصحَ الأمةَ وجلا الغمة وهدَى الناس إلى الصراط المستقيم واقتفى نهجه القويم تلامذتُهُ الغرُّ الميامين من الأنصار والمهاجرين ثم من التابعين لهم بإحسان، فقاموا بنشر تعاليمه السامية فِى جميع الأقطار فعمَّ الإسلام وانتشر واستقرت الطمأنينة بين الأنام ودخل الناس فِى دين الله أفواجًا لما تحققوا ما تصبو إليه نفوسهم من سعادة شاملة ورغد عيش كامل.

ومر هذا العصرُ الإسلامِىُّ المزدهر والمسلمون يرفلون فِى الهناء والسعد، ماضٍ جديرٌ بالذكر والفخر بسطوا فيه سلطانهم على الأمم فِى مختلف الأقطار وفتحوا بإرشاداتهم القلوب قبل القوالبِ والحصونِ ومَهَّدُوها بالأخلاق والفنون فانقاد الناس للدين واستكانوا لحكم المسلمين فالإسلام دين عمل وعلم وعدل.

أفما ءَانَ لنا أن نتمسك بديننا ونعض بالنواجذ على تعاليم سنة رسولنا الكريم لنستعيد سالف مجدنا وسؤددنا. لقد كان صرح الإسلام مشيدًا غير لبنة واحدة فكان نبينا عليه السلام موضع تلك اللبنة، أكمل الله به الدين وتمم مكارم الأخلاق فما من تشريع نافع وما من إصلاح عام خالد يصلح أن يكون دستور الخير والسعادة لنا وللأجيال المقبلة إلا وقد جاء به الإسلام ورسم به طريق النجاح والفلاح للدين والدنيا والآخرة.

لقد أصلح الإسلام الحاكم والمحكوم والأغنياء والفقراء وأرشد التجار ونصح الصناع ورسم طرق التربية للأسرة عمومًا والأولاد خصوصًا فأعطى الخدم حقوقهم وحضَّ على العدل وحذّر من الظلم فقال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) وأوجب على الأمة أن تكون متعاونة على الخير بعيدة عن الشر فقال عز وجل (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

نهَى الإسلام عن الميل إلى الظالمين خشية التعرض لعذابهم فقال تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ )، وحثنا على القيام بالحق ولو كان ذلك عكس مآربِنا فقال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا)، وأمر التجار بإيفاء المكاييل والموازين فقال تعالى (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)، ونَظَّمَ الحياة الزوجية وبين الحقوق بالمعروف (عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقال تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).

وعالج الإسلام الحالة الاقتصادية وأمر بالتوسط فِى الإنفاق فقال تعالى (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)، وفرض الزكاة فِى أموال الأغنياء تطهيرًا للنفوس من رذيلة البخل وعطفًا على الضعفاء فقال عز وجل (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، كما أمر المعوزين بالصبر ووعدهم بالمثوبة والغِنَى فقال تعالى (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) وقال (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، وأبطل الإسلام ظلم الجاهلية فِى الأرض وقرر الأنصباء وتولى قسمتها فقال (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا).

وحضَّ الإسلام الصناع على الأمانة والصدق وحذرهم من الخيانة فقال عليه الصلاة والسلام (من غشنا فليس منا) وقال أيضًا (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)، وبَيَّنَ الإسلام أن المال يُلهِى ويطغِى وأن المال وكذا الأولاد فتنة إلا لمن حفظ الله فقال تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) وقال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) إلى غير ذلك من الأحكام والحِكم والأسرار مما لا يحصَى.

وبعد فهذه من علوم القرءان قطرة من بحر ودرة من عقد نحر وغيض من فيض فسبحان منزل القرءان الذِى قال فِى وصفه وهو أصدق القائلين (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

والله تعالى أعلم.


[١] المرجع كتاب نفحات الإسلام من محاضرات البلد الحرام للسيد علوِىّ بن عباس المالكِىّ رحمه الله تعالى.