مخالفة الشيخ يوسف القرضاوِىّ للعقيدة الإسلامية (٥)[١]

قبساتٌ من فوائد الشيخ سيد إرشاد البنغالِىّ الحنفِىّ
حفظه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم أما بعد فإن الشيخ يوسف القرضاوِىّ نال شهرة واسعة بسبب القنوات التلفزيونية الفضائية وإرادة بعض الجهات أن يشتهر اسمه ويشيع ذكره ولكنه فى خلال ما نشر من كتب وذكر من مقالات حصل منه مخالفات كثيرة للشرع فى أصول العقائد فأردتُ أن أبيّن بعض هذه المخالفات قيامًا بالنصيحة وتحذيرًا للغافل.

المقالة الرابعة عشرة يقول القرضاوِىّ فى كتابه المسمى الإيمان والحياة (حب الطبيعة يتمثل فى المؤمنين الذين يرون وَجْهَ اللهِ فِى هذه الطبيعة) اهـ ذكره فى الصحيفة التاسعة والأربعين بعد المائة.

قلت هذا هو عين كلام الحلوليين وأهل الوحدة المطلقة الذين يعتقدون حلول الله فى العالم أو أن الله والعالم شىء واحد وأما المسلمون الموحدون فإنهم يقفون عند قول الله تعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فلا يخلطون بين المخلوق الفانِى وذات الله الباقِى سبحانه.

وليست هذه العبارة عبارة فردةً فى مؤلفات القرضاوِىّ بل ذَكَرَ شبيهاتِها فِى مواضع أخرى بل فى نفس الكتاب السابق وفى الصحيفة الحادية بعد المائة منه تراه ينقل عبارة أحد الكتاب الغربيين غير المسلمين وهِىَ (إذا كنت تسير فى الطريق فكن متيقنًا بأن الله يسير على الجانب الآخر) اهـ ثم ينقل عن غربِىٍّ ءَاخَرَ قولَهُ (ضع يدك فى يد الله) اهـ ثم يُقِرُّ القرضاوِىُّ العبارتين ولا ينكرهما بل يبنِى عليهما ويزعم أن المؤمن يضع يده فى يد الله.

ولن تجد واحدًا من أئمة المسلمين المعتبرين تَفَوَّهَ بمثل هذه العبارات لفظًا أو معنى وإنما تجدها فى كتب الحلولية وأهل الوحدة المطلقة.

ثم كأن القرضاوِىَّ لا يريد أن يترك أىَّ لَبْسٍ فى عقيدته ولا أن يترك مجالًا لجاهل يحاول الدفاع عنه بدعوى المجاز أو ما شابهه فتراه يقول وفى نفس الكتاب فى الصحيفة الثانية عشرة بعد المائة (ترى المؤمن راضيًا عما قدّر الله له وما قضى الله فيه ينشد دائمًا

إذا ما رأيتَ اللهَ فِى الكلِّ فاعلًا               رأيتَ جميعَ الكائناتِ مِلَاحا اهـ 

قلتُ الواجب الرضا بقضاء الله الذِى هو صفته وأما المقدور الذى يحصل للعباد مما قدر الله له وقضى عليه فلا يرضَى العبد إلا بالخير منه دون الشر  فإنه إذا كان الشخص عاصيًا لله فهذا العصيان إنما يقع بقضاء الله وقدره دون شك ولكن لا يجب على صاحبه أن يرضى به ويحبه بل يجب عليه أن يكرهه ويسعى للخلاص منه من غير أن يعترض على الله فى تقديره هذا الأمر عليه.  وأما القرضاوِىّ فيقول طالما أن الله هو خالق الكل وهو خالق الطاعة والمعصية والحسن والقبيح صار كل شىء حسنًا يجب الرضا به!! وما أقرب هذا الكلام من كلام الحلولية الإباحية. وعلى مقتضى هذا المذهب يجب الرضا بالكفر والشرك والسرقة والزنى والغصب وعبادة الأصنام، وعلى مقتضى بيت الشعر الذِى استشهد به صارت الأفاعِى والشياطين والقردة والخنازير ملاحًا تسر الناظرين، وهذا الكلام إذا ضُمَّ إلى كلامه السابق الذِى يَنْفِى وجودَ الشر تجده متوافقًا مع كلام الحلولية الإباحية خذلهم الله كما سبق وأوضحنا.

وياليت باحثًا يبحث عن دافع صاحب هذه المقالة للدفاع عن المعاصِى وعن إبليس ولمحاولة إقناعنا بحُسن هذه المخلوقات وهل ذلك لرابط خفِىّ يربطه بأتباع الشياطين ممن مسخ الله أسلافهم قردة وخنازير أم ماذا؟! الله أعلم.


[١] المرجع كتاب تنبيه المسلمين من ضلالات يوسف القرضاوِىّ للشيخ سيد إرشاد البنغالِىّ.