مناقب السيد أحمد الرفاعِىّ[١]

قبساتٌ من فوائد الشيخ سمير بن سامى القاضِى حفظه الله

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وسلم وبعد فقد وُلِدَ سيدنا أحمد رضىَ الله عنه سنةَ اثنتَىْ عشرةَ وخمسِمِائةٍ فى قرية حسن[٢] بالبطائح، وتُوُفّىَ أبوه[٣] وهو فى السابعة فكفله خاله الشيخ منصور البطائحىّ رضى الله عنه. أتمَّ حفظ القرءان وترتيله على الشيخ الصالح المقرئ الشيخ عبد السميع الحربونِىّ بقرية حسن فى سنّ سبعٍ. وفيها نقله خاله الشيخ منصورٌ بعد موت أبيه إلى بلدة نهر دقلا من أعمال واسط وأدخله على الفقيه المقرئ المفسّر المحدّث الواعظ الصوفىّ أبِى الفضل علىّ الواسطىّ فتولّى أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه وبه تخرّج وأجازه فى العشرين من عمره إجازةً عامةً بجميع علوم الشريعة وبالطريقة وألبسه خِرقَتَهُ. وبعد ذلك رجع إلى رواق أبيه فى قرية حسن فاشتهر وعهد إليه خاله وهو فى الثامنة والعشرين بمشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة فى أم عبيدة برواق والد الشيخ منصور جدّه لأمه الشيخ يحيى النَّجّارىّ فتصدَّر على سجادة الإرشاد فى تلك السنة وفيها تُوُفّىَ الشيخُ منصورٌ رحمه الله.

وقال خادمه ماهانُ رحمة الله تعالى عليه خدمتُ السيد أحمد الرفاعىّ رضى الله تعالى عنه عدةَ سنين ما رأيته ترك أحدًا يبدؤه بالسلام ولا ردَّ أحدًا خاليًا[٤] ولا رأيتُهُ عاب شغلاً عملتُهُ ولا قال لِى إذا لم أعمله لِمَ لا تعملُهُ ولا جفانِى ولا حرِد علىّ يومًا قطّ وكان السيد أحمد الرفاعىّ رحمة الله تعالى عليه إذا رجع من بعض الأماكن وقَرُبَ أمَّ عَبيدة يقف ويشدّ وسطَهُ ويلفّ كُمَّيْهِ ويأخذُ حبلاً يكون مدَّخَرًا له مع بعض أصحابه الفقراء فيمدُّهُ على الأرض ثمّ يجمع عليه حطبًا ويشدّ حَزْمَتَهُ فيبادر الفقراء فيصنعون مثله ثمّ يخرجون معه ويحملون الحطب على رؤوسهم ويأتونَ على باب الرواق ثمّ يفرّقه السيد أحمد الرفاعىّ رضى الله تعالى عنه على الأرامل والمساكين والزَّمْنَى والمشايخِ باتفاق الفقراء ويقول الشفقة على الإخوان مما يقرب إلى الله تعالى، وكان من عادة السيد أحمد الرفاعىّ رضى الله تعالى عنه إذا طابت نفسُهُ شرب الماء وهو بين الفقراء وقام من بينهم وشرب ثم رجع مكانه وكان ذلك يصعب على الفقراء فيقولون له أىْ سيدَنا ما يصلح لك منّا فقيرٌ يسقيك حتى تقوم أنت بنفسك فيقول لهم أىْ سادة ما أنتم إلا أعزّ من عينِى لا جعلنِى الله تعالى من يستخدم الفقراء وكان رضى الله تعالى عنه قد أصبح يومًا فى المجلس بين الفقراء وطال المجلس إلى نصف النهار وكان يومًا شديد الحرّ فأخذه العطش فصبر ولم يشرب الماء حتى انفضَّ المجلس وتفرَّقَ الناس ثم نهض وأتى الدار فوجد قدحًا على التنور وفيه ماءٌ وسِخٌ من غسل الأيدِى من العجين وعلى حائط الدار ركوةٌ جديدة من الماء البارد فأخذ القدح ليشرب منه فقالت له نفسه قد عذّبتَنِى نصفَ النهار بالعطش وتسقينِى هذا الماء الوسخ فلما رأى منها هذا النّزاع ألقَى القدح من يده وأقسمَ أن لا يُذيقها الماءَ سنةً وفعلَ وجاء رجلٌ من أهل أمّ عبيدة إليه رضى الله عنه ليلة من الليالِى فِى رمضان ودعاه إلى منزله ليُفطر عنده تلك الليلة وكان ذلك فى الصيف فى شدّة الحرّ وكان عادة السيد أحمد الرفاعىّ أن يُصلّىَ ركعتين نافلةً بعد المغرب فلم يدعْهُ الرجلُ أن يصلّىَ بعد المغرب سوى ركعتى السنة فمشى معه فلما وصل إلى بيته تركه واقفًا على الباب ودخل البيت ليُهيّئ له موضعًا يجلس فيه فاشتغل بأهله وأولاده ونسِىَ السيّدَ أحمد الرفاعىّ رضى الله تعالى عنه فأكل وأفطر ثمّ نهض فخرج إلى صلاة العِشاء فوجد السيد واقفًا مكانَهُ فكشف الرجل رأسه وقال واللهِ يا سيدِى نسيتُكَ فقال أىْ ولدِى ما كان إلا الخير نمشِى ونصلّى العشاء الآخر ونرجع ونفطر وأقام الرَّجلَ ولم ينْزعجْ مما وقع منه اهـ

وبالإسناد إلى الحافظ تقىّ الدين الواسطىّ فى «ترياق المحبّين» قال[٥] كان السيدُ أحمدُ الرفاعىُّ رضىَ الله عنه هَيّنَ المؤونةِ غنىَّ النفسِ حسنَ المعاشرةِ دائمَ الإطراقِ كثير الحلم كاتمًا للسرّ حافظًا للعهدِ كثير الدعاء للمسلمين هَيْنًا لَيْنًا يَصِلُ من قَطَعَهُ ويُعطِى من مَنَعَهُ ويعفو عمن ظَلَمَهُ ويُحْسِنُ مجاورةَ من جاوَرَهُ ويصفح عن سيئات الإخوان ويطعم الجائع ويكسو العريان ويعود المريضَ برًا كان أو فاجرًا ويُشَيّعُ الجنائزَ ويجالس الفقراء ويرى الأكل مع المساكين ويرى الصبر على الأذى ويبذُلُ معروفه وينصح عدوه ويبدأ من لاقاه بالسلام إن مُنع صبر وإن فتح الله عليه بشىء ءاثَرَ وإذا دُعِىَ ما يقول للداعِى إلى أين ويكنُسُ الرواق والمسجد بنفسه ويظهر الفرح لفرح الناس والغم لغمهم ويحث على فعل الخيرات ويرشد إلى مكارم الأخلاق وإذا خاطب أحدًا يقول أىْ سيدِى كبيرًا كان المخاطَبُ أو صغيرًا وإذا عجب من شىءٍ يتبسم ويكره القهقهةَ ويَصِلُ ذَوِى الرَّحِمَ ويَقْبَلُ عذرَ المعتذر إليه وربما عَذَرَهُ قبل اعتذاره، خَوْفُهُ أكثر من فرحه يفوح من نَفَسه رائحةُ الكبدِ المحروقِ إذا مشى فى الطريق لا يلتفت يمينًا وشمالاً ولا ينظر إلا موضع قدمه يأخذ بأيدى العميان ويقودهم ويخفض جناحه لهم ويسألهم الدعاء ويتردد إلى أبواب المساكين ويحمل لهم الطعام ويخرج بالقِرْبَةِ على كتفه ليلاً والناس نيام فيملؤها ويحملها إلى بيوت الأرامل والمساكين ومن ليس له جَلَد ويقصد المرضى والمجذومين ويلزمهم ويتعاهدهم ويغسل ثيابهم ويحمل الطعام إليهم ويأكل معهم ويسألهم الدعاء له وللناس وكان لليتيم كالأب الشفيق وللأرامل كالزوج الأليف، إذا أراد أن يتكلم بكلمة اعتبرها قبل أن يخرجها من فيه فإن رأى فيها إصلاحًا تكلم بها وإلا رَدَّها، وكان يَشُقُّ عليه تضييع نَفَسٍ من الأنفاس فى غير طاعة الله تعالى ولا يفرّط فى شىء من وقته ويقول من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يُغنيه وكان ينشد شعرًا

يا أيها المعدودُ أنفاسُـهُ     يوشكُ يومًا أن يتمَّ العددْ

وكان فى كثير من أوقاته يتأسف ويقول قد بَقِىَ القليلُ، وكان لا يرى الاشتغال بشىء من الدنيا عند دخول وقت الصلاة طلب مرة ماء يَشْرَبُ فسمع الأذان فقال حضر حقُّ الحقّ[٦] وتأخَّرَ حقُّ النفسِ[٧] وكان يصفَرُّ لونه إذا وقف فى الصلاة وإذا صلى صلاة الصبح جلس مكانه حتى تطلَعَ الشمس ويركعَ موضعه الضحى والإشراق ودموعُهُ غزيرةٌ وأوجاعه كثيرة وبكاؤه طويل وفرحه قليل وكان ينشد شعرًا

واللهِ لو علمت روحى بما عَلِقَتْ     قامتْ على رأسِها فضلاً عن القدمِ

وكان يقرأ ءايةَ الكرسىّ دُبُرَ كلّ صلاةٍ وأكثر ما يقرأ فاتحة الكتاب فى طرقاته ويحافظ على الوضوء ويأمر باستدامته وإذا مر بمسجد دخل وصلى فيه حضرًا كان أو سفرًا وإذا دخل منزلا أودعه ركعتين ومرَّ يومًا بصغار يتخاصمون فخلَّصَ بينهم ثم قال لواحد منهم أىْ ولدُ ابنُ مَنْ أنتَ فقال له الطفل أىّ شىء مقصودك من هذا فقال صدقتَ أىْ ولدِى جزاك الله الخير وجبرك كما أدبتنى، ورأى يومًا زوجتَهُ الصالحةَ رابعةَ جعل الله الفردوس مأواها وبلغها من أعلى الدرجات مُناها تطحن بالرَّحَا فجلس معها وساعدها فى الطحن، واشترى يومًا سمكةً من السوق فحملها بنفسه ولم يمكّن أحدًا من حملها، وكان إذا وجد شيئًا من الأذى فى طريقه يزيله بنفسه ويرفعه بيده ثم يمضى ويغسل يديه منه ويقول له الفقراء فى ذلك فيدعو لهم ويقول هذا شرفُ يدِى، ولا يحتقر ما أُهْدِىَ إليه ولو كان حشفًا، ولا يقبض يده عمن أراد مصافحته ولا يمكّن أحدًا من تقبيلِ يدِهِ ولا يدع أحدًا يحمل معه ولا يستخدم أحدًا من الفقراء فى حاجته لنفسه، ولا يتجاسر أن يلغوَ بين السنة والفرض، ولا يَجْرِى ذكرُ الدنيا فى مجلسه ولا يستدبر القبلة غالبًا، ولا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله تعالى ولا يقول فى الرضا والغضب إلا حقًّا، ولا يرى الشكوى إلى سلاطين الأرض، وإذا انقطع أحد من الفقراء عن الجمعة والجماعة يسأل عنه إن كان مريضًا عاده أو بعث من يعوده وإن كان انقطاعه لحاجتِهِ أعانه على قضائها، يحب النفقة على الإخوان والأكل معهم ويحب تعجيل الأكل ويقول هى حاجة أقضيها وأرجع إلى حاجة أخرى، وكان يقول ينبغى للفقير إذا أكل أن يأكل بنية أن يتقوى به على طاعة الله تعالى وكان يكره أكل الخبز المحترق ومسح اليد بالخبز وأن يتكلف الشخص لضيفه[٨]، وينهى عن الشبع ويقول هو سبب الآفات، يمسح الآنية ويلعق أصابعه ويلتقط الفتات ويكره للآكل أن يمتنع عن غسل يده بعد الطعام إذا عُرض عليه هذا الإكرامُ، وإذا صنع فى بيته يُنفِذ منه شيئًا إلى الجيران وإذا رأى شيئًا من الخبز ملقى على الأرض يغضب[٩]، ويشرب الماء فى ثلاثة أنفاس، أكمامُ ثوبه إلى رؤوس أصابعه وعِمامته قصيرة ولا يجمع بين الثوبين يأمر مريديه بالتَّمَسْكُنِ[١٠] والتقلُّلِ من الدنيا ولُبْسِ المَرْقَعَةِ ويحثهم على العمل بما علموا وعلى الكسب ليستغنوا عن الناس، وكان يرغبهم فى قيام الليل ويوصيهم بعيادة المرضى وإذا سمع بمريض فى قرية ولو على بُعْدٍ يخرج ماشيًا لعيادته وكانت الأرض تطوى له بإذن الله تعالى، وكان يحذّرُ الفقراءَ الوسواسَ فى الوضوء والصلاة ويكره لهم دخول الحمام[١١] ويكره لهم المسألة إلا لمن لا يستطيع الاكتساب فحينئذ يسأل لدفع الضرورة، ويحرّض المرأةَ على طاعة زوجها، وينهى الفقراء عن النظر إلى الأغنياء ويقول إن ذلك يفتن القلب ويحجبه، وينهى عن شَرَهِ الطعام وعن فُضولِ الكلام، وينهى عن مصاحبة الظَّلَمَةِ والنظر إليهم والمعونة لهم ويقول ذلك يُقَسّى القلبَ ويُسخط الربَّ، وينهى عن أخذ ما يسقط تحت النخل منها بغير إذن صاحبها، ويغضب من قول شخص لآخر ويلك فكيف مما سوى ذلك، ومنع خادمه مدة من خدمته لأنه سمعه يقول لفقير أى ابنى، وإذا رأى من إنسانًا ما لم يعجبه يقول له لا واخذك الله، ولم يتجرد لنفسه قط إنما كان تجرده لله تعالى استوى عنده الضر والنفع والعطاء والمنع ويرى الكلَّ من الله عز وجلَّ وعلم أنه لا مانع لما أعطى ولا معطى لما منع، لا يقعد إلا قعود الخائف المسكين أكثرُ قعوده إذا لم يكن فى عمل حاجة أن يقيم رجليه ويترك يديه عندهما وإذا جاء أحد من الأفاضل تنحى له وأقعده مكانه وكان يجتهد فى الإحسان إلى من يسىء إليه ومواصلة من يسبه وفى الإحسان إلى الإنسان ابتداء من غير مسألة ويقول الحاجة لى لا للفقير والمحتاج وكان يفرق جميع ما عنده من الغلَة العتيقة على الضعفاء والمساكين قبل دخول الغلة الجديدة منزله، وكان إذا كتب كتابًا يبتدؤه بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ويختمه بما أعطى لسانُ الحال وكان يُرَبّى بِحَالِهِ أكثر مما يُرَبّى بمقالِهِ وكان إذا رأى شخصًا وقد شاب فى الإسلام يقبل يده ويوقره ويتواضع له ويسأله الدعاء ويتبرك به ويقوم له إذا أقبل وربما مشى نحوه خطوات وربما قال له كرم الله هذه الشيبة وإذا رأى شابًا مقبلاً على الطاعة يقبل يده ويقربه ويدنيه ويقول له ادعُ لى فأنت شاب تائب وإذا رأى طفلاً يقربه ويدنيه ويسأله الدعاء ويقول أولاد المسلمين ما لم يبلغوا الحُلُم لم يكتبْ عليهمُ الملكُ الخطيئةَ وكان إذا سأله أحد الدعاء على الظلمة يقول اللهم أصلحهم وأرشدهم وألهمهم طاعتك وذِكْرَكَ وَوَفّقْهُمْ لما تحب وترضى برحمتك يا أرحم الراحمين. انتهى قول صاحب «الترياق» بتصرفٍ يسيرٍ.

قال وقال الشيخُ مقدامٌ رضىَ اللهُ تعالى عنهُ كان السيدُ أحمدُ الرفاعىُّ رضىَ الله تعالى عنه ملازمَ الحزنِ والاضطرابِ دائم الهلع والاكتئاب كثير البكاء والانتحاب يؤدّب النفس بالرياضات ويؤدّب القلب بالمعارف كان بكاؤه بأدبٍ وجلوسُهُ بأدبٍ وأكله بأدبٍ ونومه بأدبٍ وقيامه بأدبٍ كلامُهُ يمنع الصدأ يأمر بالمعروف لأهله وينهى عن المنكر وفعله ويقتدِى بقول الله تعالى {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [١٢] اهـ

   وقد استخلص كثيرًا من هذه المتفرقات الشيخ أبو الهدى الصيادىّ رحمه الله تعالى ومن ذلك ما رواه بإسناده إلى السيد إبراهيم الأعزب قُدّس سرُّهُ قال كان السيد أحمد الرفاعىّ رضى الله تعالى عنه يعقل الدابّة ويتصدّى لكَنْسِ الرواقِ والمسجد بنفسه ويتَّخذ النعل من الصوف الأبيض وما لبس قطُّ ثوبًا إلا مرقوعًا يأكل مع المرضى والموجوعين وأصحاب العاهات وكان ليّن العريكة هيّن المؤنة سهل الخلق كريم النفس حسنَ المعاشرة بسَّامًا من غير ضحك محزونًا من غير عُبوس متواضعًا من غير مَذَلَّةٍ جوادًا من غير سَرَفٍ قد جُمعتْ فيه مكارمُ الأخلاق وسيرةُ السلف المتقدّمين اهـ

فرضِىَ الله عنه ويسَّرَ لنا الانتفاع به والاستفادة من طريقته فإنه كان على قدم جَدِّه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم.

 


[١] المرجع كتاب البراهينُ على صدقِ حادثةِ مدّ اليمينِ للشيخ سمير القاضِى.

[٢] وهى معدودة كجزءٍ من أم عبيدة مثل الفضيلة والربوة وحربون والمنصورية والوردية وعدة قرى أخرى. هكذا كانوا يكتبون فى سجلات الديوان كما قال فى «إرشاد المسلمين».

[٣] هو السيد أبو الحسن علىّ بن أبِى أحمد يحيى الرفاعىّ قدم من واسط إلى بغداد ليكشف للخليفة المسترشد فتن الباطنية والغلاة ويحرّضه على دفع مفاسدهم فصار ضيفًا على الأمير مالك بن المسيب فأكرمه المسترشد ورفع مكانه ولكن لم يجبه إلى ما طلب متعللاً باستفحال أمر السلطان محمودٍ بالعراق فانزعج السيد علىّ الرفاعىّ وحُمَّ ثم تُوفّىَ بعد أسبوع ببغداد وعمل عليه ابن المسيب مشهدًا برأس القرية فى الجانب الشرقىّ من بغداد يزوره الناس. ويؤثر عن السيد علىّ كرامات كثيرة وله فى قلوب الصالحين حرمة كبيرة ويلقبه العامة بالسلطان علىّ.

[٤] أى لم يتركه يرجع من عنده خالِىَ اليدين.

[٥] انظر «جلاء الصدأ» (ص١٢٣إلى ١٣٠) و«قلادة الجواهر» (ص٤٨ إلى ٥١).

[٦] أى حضر وقت الواجب الذِى أوجبه الله تعالى.

[٧] وهذا لأنه كان رضى الله عنه لا ينشغل قلبه فى الصلاة بتأخير الشُّرب وإلا فمن كان تأخيرُهُ للشرب يشغلُهُ عن الخشوع فإنه يشرب أولاً كما لا يخفى مؤلف.

[٨] روى أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط بأسانيد عن سلمان الفارسى النهىَ عن أن يتكلف الشخص للضيف ما ليس عنده. قال الحافظ الهيثمى فى «مجمع الزوائد» أحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح اهـ وقال فى ءاخر رجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسىّ وهو ثقة اهـ وليس التكلفُ الإكرامَ كما لا يخفى.

[٩] وليس ذلك لأن رميه على الأرض حرام كما يطلقه بعض الناس ولكن قد ورد فى السنة الأمر بإكرامه ولو كان الحديث ضعيفًا ولعل للسيد أحمد رضى الله عنه مع هذا مقاصد أخرى لا تخفى على المتأمل. مؤلف

[١٠] أى التواضع.

[١١] أى حمام السوق أى لغير عذر كما هو واضح. مؤلف.

[١٢] (سورة النساء/١١٤).