مختصر رسالة من المحدث الفقيه الأصولِىّ الشيخ عبد الله بن محمد الهررِىّ إلى داعية القاديانية المستقر فِى مدينة عدن وَقْتَهَا أى فِى سنة ١٣٧١ هـ - ١٩٥١ ر [١]

قبساتٌ من فوائد خادم علم الحديث
الشيخ عبد الله بن محمد الهررِىّ
المتوفى سنة ١٤٢٩ هـ رحمه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين أحمده أنْ قَيَّضَ لهذا الدينِ عدولًا ينفون عنه تحريفَ الغالين وتأويلَ المبطلينَ وتلبيسَ الملحدينَ وقيضَ طائفة من أهل الحديث الذين انتصبوا لتقرير الثابتِ الصحيحِ يوضحونه ويفضحون القبيحَ وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل وأنا العاقب ليس بعده أحد اﻫ

أيها الداعِى القاديانِىُّ من المعلوم أنَّ البيوتَ إنما تُؤْتَى من أبوابها فبابُ كتابِ اللهِ الذى يوصَلُ منه إليه ما ثبتَ من حديثِ رسولِهِ عليه الصلاة والسلام بشهادة قول الله تبارك وتعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) وقوله (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) وبابُ الحديثِ الذِى يُتَوَصَّلُ منه إليه قانونُ أهلِ الحديثِ واصطلاحُهُمُ الذى هيأه الله على أيديهم حفظًا لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإليهم المرجعُ فى معرفةِ ما يصحُّ نسبتُهُ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وما لا يصحُّ ومن لم يتقيدْ بمقتضى قواعدهم فذاك الذى لا يدرِى ما يأتِى وما يَذَرُ فقد أجمعتِ الأمةُ على أنَّ المرجع إليهم فيما يتعلقُ بالحديث فى التصحيح والتسقيم فمن خرج عن إجماعهم استحق الوعيد الذى ذكره الله بقوله (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).

أيها الداعِى القاديانِىُّ زَعَمْتَ فى ما كتبتَ إلَىَّ هناتٍ منكراتٍ تعودُ عليك مخازىَ واضحاتٍ وإنْ حسبتَها مناقبَ مرجِّحاتٍ وها أنا أسوق إليك مناقشاتِى لك عليها مُبَيَّنَاتٍ.

زعمتَ أنَّ المهدىَّ هو عيسى وأن عيسى هو المهدىُّ لتقرير قولكم فى غلام أحمد القاديانِىّ إنه المسيحُ الموعودُ والمهدىُّ المعهودُ واستدللتَ على ذلك بحديث أنسٍ الضعيفِ عند الحفاظ لا مهدىَّ إلَّا عيسى اﻫ ويردُّ دعواكم هذه حديثُ ابن خزيمة فى الصحيح وأبِى عوانة فِى صحيحِهِ المستخرجِ عن أبِى أمامةَ قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الدَّجال فقال تَنْفىِ المدينة الخبث كما ينفى الكير خبث الحديد ويُدْعَى ذلك اليوم يوم الخلاص قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجُلُّهُمْ ببيت المقدس وإمامُهُمُ المَهْدِىُّ رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلى بهم الصبح إذ نزل عيسى ابن مريم فرجع ذلك الإمام القهقرى ليتقدم عيسى فيضعُ عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلامُ يدَهُ بَيْنَ كتفيه فيقول له تَقَدَّمْ وصَلّ فإنها لك أقيمت فيصلى بهم إمامهم اﻫ ومَحَلُّ الدليل قوله وإمامهم المهدىُّ مع قوله إذ نزل عيسى ابن مريم فإنه يُفْهِمُ صريحًا أنَّ المهدىَّ يتقدم عيسى وينزل عليه عيسى وأن هناك مهديًّا غير عيسى. فهل يصحُّ مع هذا دعوى أن المهدىَّ هو عيسى لا غير. والحديثُ صحيحٌ بلا ريبٍ لكونه فِى كتابِ مَنِ اشترطَ الاقتصارَ على الصحيحِ وقد قرَّرَ أهلُ الاصطلاحِ أنَّ صحيحَ ابنِ خزيمة يتلو صحيح مسلم وبَعْدَهُ صحيحُ ابن حبان وأما صحيح أبِى عوانة ويسمى المستخرج فقد ذكر أهل الحديث أن زياداته على الصحيح لها حكم الصحة. راجع كتب الاصطلاح إن شئت.

دليلٌ ءاخرُ لمغايرة المهدىّ المُنْتَظَرِ لعيسى ابن مريم الموعودِ بنزوله. أخرجَ أبو داود فى السنن والحاكمُ من حديث أم سلمة المهدىُّ مِنْ عِتْرَتِى مِنْ وَلَدِ فاطمةَ اﻫ  صحَّحَهُ السيوطىُّ.

دليلٌ ءاخر على ذلك أيضًا.

أَخْرَجَ الإمامُ أحمدُ فى المسند من حديث علىّ رَضِىَ اللهُ عنه المهدىُّ منَّا أهل البيت يُصْلِحُهُ اللهُ فِى ليلةٍ اﻫ  حديثٌ لا مَطْعَنَ فيه حَسَّنَهُ السيوطىُّ.

دليلٌ ءاخرُ أيضًا.

أخرج أبو داود فى السنن عن أبى سعيد المهدىّ منِى أجلَى الجبهة أقنَى الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وظلمًا اﻫ وهو حديثٌ حسنٌ على مُقْتَضَى قاعدةِ أبِى داود فِى سننه وعلى مقتضَى إخراجِ الحاكم له فى مستدركه هو صحيحٌ وقد سلم من التعقب.

أنصِفْ أيُّها القاديانِىُّ هل يَشهد عليك أم لا تعترف.

دليلٌ ءاخرُ أيضًا.

أخرجَ صاحبُ المستدركِ فيه عن أبِى سعيد مرفوعًا ينزل بأمتى فى ءاخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق الأرض منهم فيبعث الله رجلًا من عِترتِى فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجَوْرًا يرضى عنه سُاكن السماء وسُاكن الأرض لا تَدَّخِرُ الأرضُ شيئًا من بذرها إلا أخرجته ولا السماء شيئًا من قطرها إلَّا صبَّته ويعيش فيهم سبع سنين أو ثمان سنين أو تسعًا اﻫ  وهو صحيحٌ كما يفيدُهُ عَزْوُ السُّيُوطِىّ إليه فِى الجامع الكبير وأقلُّ أحوالِهِ أن لا ينزلَ عن رتبة الحسن. 

دليلٌ ءاخرُ أيضًا.

وأخرج الحاكم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعًا يخرج رجل يقال له السفيانِىُّ وفيه يخرج رجل من أهل بيتى إلى الحَرَّة فيبلغ السفيانِىَّ فيبعث إليه جندًا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السُّفيانِىُّ هو ومن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض يُخسف بهم فلا ينجو إلا المخبر عنهم اﻫ  وهذا مما لم يُتَعَقّب على الحاكم أيضًا فهو صحيحٌ.

دليلٌ ءاخرُ أيضًا.

أخرج نعيم بن حماد بسنده إلى علىّ بن أبى طالب رَضِىَ اللهُ عنه أنه قال المهدىُّ من قريش ءادم ضرب من الرجال اﻫ  وفى رواية فَتًى من قريش اﻫ

دليلٌ ءاخرُ أيضًا.

أخرج الحاكم ونعيم بن حَمَّاد عن علىّ رَضِىَ الله عنه أنه قال ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب من المعدن فلا تَسُبُّوا أهلَ الشام وسُبُّوا ظَلَمَتَهُمْ وفيهم الأبدالُ اﻫ وفيه ثم يَبعثُ اللهُ عند ذلك رجلًا من عِتْرَةِ الرسول فِى اثْنَىْ عَشَرَ ألفًا إنْ قَلُّوا أو خمسةَ عشرَ ألفًا إنْ كَثُرُوا أمارتُهُمْ أى علامتُهُمْ أمِتْ أمِتْ على ثلاث رايات تقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع فى الملك فيقتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشمىُّ فيرد الله للناس إلفهم ونعمتهم فيكون حتى يخرج الدجال اﻫ وهذا مما لم يُتعقب على الحاكم أيضًا فهو صحيحٌ. 

دليلٌ ءاخرُ أيضًا.

أخرج أبو داود فى السنن فى كتاب المهدىّ عن علىّ رَضِىَ الله عنه أنه قال ونظر إلى ابنه الحسن إن ابنى هذا سيدٌ كما سماه النبىُّ ﷺ وسيخرج من صلبه رجل يُسَمَّى باسمِ نبيّكُمْ يشبهه فى الخُلُقِ ولا يشبهه فى الخلق ثم ذكر قصَّة يملأ الأرض قِسطًا وعدلًا اﻫ

وهذه الجملةُ مِنَ الأحاديثِ والآثارِ تشهد أنَّ المهدىَّ المنتظرَ غيرُ عيسى.

أيها الداعِى القاديانِىُّ زعمتَ أنَّ معنى أهلِ البيت من تحقق فى الطاعة والمتابعة للنبىّ صلى الله عليه وسلم، نقول إن هذا تحريف للمعنى، أىُّ الأمرين يُقَدَّمُ تفسيرُك أو تفسير الإمام علىّ راوِى حديث المهدىّ منا أهل البيت يصلحه الله فى ليلة. ما أنت أيها القاديانِىّ فى جانب الإمام علىّ. ونحن نحاكمك أيضًا إلى الآثار وإلى اللغة.

أما الآثارُ فقد ثبت ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد فى زوائد المسند من حديث أبِى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّى تارك فيكم ثَقَلَيْنِ أحدُهُما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعِتْرَتِى أهل بيتى اﻫ الحديثُ أخرجه الترمذىُّ وقال حسنٌ غريبٌ ورمز له السيوطىُّ بالصحة.

وأخرج هو ومسلمٌ أيضًا عن حُصين بن سبرة عن زيد بن أرقم عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه قال أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيَنِى رسول الله فأجيب وإنّى تارك فيكم ثقلين أولُهُما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه قال وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى فقال حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حُرِم الصدقة بعده قال ومن هم قال ءال علىّ وءال عقيل وءال جعفر وءال عباس قال أكلّ هؤلاء حرم الصدقة قال نعم اﻫ ففى هذا الحديث تفسيرُ أهل بيته صلى الله عليه وسلم بأنهم الذين حرموا الصدقة والأحاديث يفسر بعضها بعضًا. قال الحافظ العراقى فِى ألفيته فى المصطلح وخير ما فسرته بالوارد اﻫ

وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم أيها الناس إنى تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما كتاب الله وأهل بيتى عِتْرَتِى تعلمون أنّى أولى بالمؤمنين من أنفسهم من كنتُ مولاه فعلِىٌّ مولاه اﻫ  ففى هذا الحديث تفسير أهل البيت بالعِترة.

وأما اللغةُ فَفِى القاموس تفسير العِترة بنسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنين وفى الصحاح نحوه فأىّ التفسيرين أحق تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم أو تفسيرك.

وإن قلتَ قد ورد حديثُ سلمان مِنَّا أهل البيت اﻫ وسلمانُ فارسِىٌّ قلنا هذا الحديثُ قال فيه الذهبىُّ ضعيفُ الإسنادِ اﻫ وإن صحَّ كان من باب مولى القوم منهم ومعلومٌ أن سلمان كان مُسْتَرَقًّا تحت يد يهودىّ فتسبب الرسول صلى الله عليه وسلم فى فَكّهِ من الاسترقاق والشرعُ واللغةُ يُجَوّزان نسبةَ الرجل بِنَسَبِ مَنْ تسبَّبَ فى خلاصِهِ من الاسترقاق كما يُقال فلانٌ حنظلىٌّ وليس منهم صُلْبِيَّةً وإنما نُسِبَ إليهم لولاء العتق، كما أنهم يَنسبون بِنَسَبِ الحِلْفِ. ولو كان معنى أهل البيت كما تزعم لما كان لإدخال الرسول صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فى الكساء وقوله اللهم هؤلاء أهلُ بيتى حين نزول قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) مَعْنًى بل لكان أولى بذلك أبو بكر لأنه أكملُ الأمةِ متابعةً للنبىّ صلى الله عليه وسلم ويقينًا.

مناقشةٌ أخرى.

أيها الدَّاعِى القاديانِىُّ زعمتَ أنَّ غلام أحمد هو عيسى الموعود بنزوله وهذه دعواكم قرينةُ دعواكم أنَّهُ المهدىُّ المنتظر وقد فرغنا من إثبات بطلانها. وأما هذه فيكفينا من الإطالة فِى نَقْضِها أنه لا ينطبق عليه حديثُ مسلمٍ عن أبى هريرة رَضِىَ الله عنه والذِى نفسى بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا فَيَكْسِر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها اﻫ وفى روايةٍ ولتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها ولَتَذْهَبَنَّ الشحناءُ والتباغضُ والتحاسدُ ولَيَدْعُوَنَّ إلى المال فلا يقبله أحد اﻫ  ففِى هذا الحديث أنَّ عيسى الموعودَ بنزوله يحصل له ثمان خصال وهى كسر الصليب وقتل الخنزير ووضع الجزية وفيضان المال أى كثرته إلى حدّ أنْ لا يقبله أحد وإلى حد أن تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها وليس ذلك إلا لعدم الحاجة إليه وللعلم بقرب القيامة وتركُ ركوب القلاص فى زمنه وذهاب الشحناء والعداوة أى إلى حَدِّ أن لا يكون بين اثنين عداوةٌ كما صَرَّحَ به فِى رواية صحيح مسلم.

أنشدك الله أيها الداعِى القاديانِىّ هل تنطبقُ هذه الخصال على غلام أحمد أجِبْ مستحيًا من الكذب ومجتنبًا للتحريف فى المعانى باسم التأويل.

أَنَّى ينطبقُ على غلام أحمد القاديانِىّ قَوْلُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم فِى عيسى الموعود بنزوله يكسر الصليب سواء كان معنى كَسْرِ الصليبِ إظهارَ بطلانِ عقيدةِ الصليبِ بالحُجَجِ كما زعمتم أو كسره حقيقةً كما هو الصوابُ ووجْهُ عدمِ انطباقِهِ على غلام أحمد لو فُرض أن معنى كَسْرِ الصليب إظهار بطلان عقيدة الصليب أنكم قد قررتم عقيدةَ الصليب حيث قلتم إنَّ اليهودَ صلبوا عيسى ولم يمت منه وحَكَمَ القرءان والمسلمون أنه لم يُصْلَبْ ولم يُقْتَلْ أخبرونا ما كَسْرُ غلامِ أحمدَ للصليب وقد وافق اليهود والنصارى فِى نصفِ عقيدتِهِمْ قالوا فى عيسى قُتل وصُلب وقُلتم صُلب ولم يُقتل والقرءانُ يبرّئُهُ من كلٍّ بقولِ (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ) أهكذا يُؤْمَنُ بالقرءانِ (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ). إنما ءامن بالقرءان من أثبت ما أثبته ونفى ما نفاه. هل قال بهذا الذى أحدثتم النبىُّ محمدٌ صلى الله عليه وسلم وهل قال به صحابِىٌّ واحدٌ وهل قال به تابعىٌّ واحدٌ وهل قال به إمامٌ من جهابذة المفسرين.

أراكم تخجلون من الافتضاح خجلًا يكفيكم وقد يخجل الكذوب على مقتضى الطبع.  وأنَّى ينطبق على غلام أحمد قول الرسول صلى الله عليه وسلم ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها ولَيَدْعُوَنَّ إلى المالِ فلا يقبله أحد هل الوجودُ يُصَدّقُكُمْ، إنْ قُلتم إن غلام أحمد فاض المال فى عصره وكثر إلى هذا الحد وهو أن لا يقبله أحد بعد أن يدعو إليه وأن يختار الناسُ تحصيلَ سجدةٍ واحدةٍ على الدنيا وما فيها إنك لن تطبق عليه هذا الحديث على الصدق والتحقيق حتى يلج الجمل فى سَمّ الخِيَاط.

أتؤمن بهذا الحديث كله وتترك دعواك أم تأخذ منه أولَهُ وهو لينزلن فيكم ابن مريم فقط وتكفرُ بباقيه. ارجعْ إلى الحق وانقضْ قولكم إن معنى ينزل عيسى ابن مريم ينزل شبيهُهُ حقَّ الشَّبَهِ لا هو نفسه وقُلْ إنه ينزل عيسى ابن مريم حقيقةً. إلى متى تتلاعب بالنصوص باسم التأويل.

مناقشةٌ أخرى.

أيها الداعِى القاديانِىُّ زَعَمْتَ أنَّ القولَ بحياة عيسى باطلٌ نقول علينا إثبات حياته وبيان أن ذلك ليس مخالفًا للقرءان كما زعمتَ.

لعلك تَسْتَدِلُّ على ذلك بآيةِ (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) وبخبرِ زيدِ بنِ أرقمَ ما بعث الله نبيًّا إلا عاشَ نصفَ ما عاش النبىُّ الذِى قَبْلَهُ وإنَّ عيسى عاش مائةً وعشرينَ سنةً اﻫ

الجوابُ عما توهمتَهُ فِى الآية أنَّ لفظَ الرسل فِى هذه الآية عامٌّ مخصوصٌ وكم عامّ مخصوصٍ فِى القرءان بل ما من عام فيه إلا وقد خُصّ إلا نحو (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) والتخصيصُ أحد وجوه البيان، والمُخَصّصُ لعمومِ لفظِ الرسلِ هنا الحديثُ الذِى قال اللهُ فيه (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) أخرج أبو داود فى السنن عن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قال ليسَ بَيْنِى وبَيْنَهُ نَبِىٌّ يعنِى عِيسَى وإنَّهُ نازلٌ فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرة والبياض بين مُمَصَّرَتَيْنِ كأن رأسه يقطر ماءً وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدقُّ الصليبَ ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويُهْلِكُ اللهُ فِى زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال فيمكث فى الأرض أربعين سنة ثم يُتَوَفَّى فَيُصَلّى عليه المسلمون اﻫ  فهذا دليل على أنه لم يمت وأنه يموت بعد نزوله وهذا هو محل قوله تعالى (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) الآية على تفسير ابن عباس في ما علقه البخارىُّ على أن يكون اللفظ من باب التقديم والتأخير والتقدير إنّى رافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد نزولك. ويدلُّ على أنَّ هذا مرادُ ابنِ عباس ما جاء عنه بإسناد صحيح سياقه عند الحافظ ابن أبى حاتم هكذا حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفِى البيت اثنا عشر رجلًا من الحواريين فخرج عليهم من عين فِى البيت ورأسه يقطر ماء فقال إن منكم من يكفر بِى اثنتى عشرة مرة بعد أن ءامن قال ثم قال أيُّكُمْ يُلْقَى عليه شَبَهِى ويُقْتَلُ مَكَانِى ويكونُ معِى فِى دَرَجَتِى فقام شاب من أحدثهم سنًّا فقال أنا قال له اجلس ثم أعاد عليهم فقال ذلك الشاب أنا فقال له اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال هو أنت ذاك فأُلْقِىَ عليه شَبَهُ عيسى ورُفع عيسى من روزنة فى البيت إلى السماء قال وجاء الطلب من اليهود فقتلوا الشبيهَ ثم صلبوه فَكَفَرَ به بعضهم اثنتى عشرة مرة بعد أن ءامن به وافترقوا ثلاث فرق فقالت فرقة كان اللهُ فينا ما شاءَ ثم صَعِدَ إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية وقالت فرقة كان فينا ابنُ اللهِ ما شاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية وقالت فرقة كان فينا عبدُ اللهِ ورسولُهُ ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسًا حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم اﻫ  قال الحافظ ابن كثير فى التفسير وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى ابن عباس ورواه النسائىُّ عن أبِى كريب عن أبِى معاوية بنحوه وكذا ذَكر غيرُ واحدٍ من السلف أنه قال لهم أيكم يُلْقَى عليه شبهى فيقتل مكانى وهو رَفِيقِى فِى الجنة انتهى.

وإعمالُ قولَىِ الشخصِ متى أمكن وساغ متعين فكما قلتم نوافق ابنَ عباسٍ فى تفسير مُتَوَفّيكَ بِمُمِيتِكَ فَلْتُوَافِقُوهُ فِى هذا.

وأما بابُ التقديم والتأخير فإن لم تعرفوه فقد عرفه علماء اللغة فقد ترجم له الإمام اللغوىُّ أحمد ابن فارس فِى كتابه المسمى بالصاحبىّ.

وأما قوله تعالى حكاية عن عيسى (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) إلى ءاخره فلم يفسره الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ابنُ عباس ولا البخارىُّ بأَمَتَّنِى إنما من سوء فهمكم أتاكم ما أتاكم، هل فِى البخارىّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن ابن عباس فلما تَوَفَّيْتَنِى فلما أَمَتَّنِى وإنما الذى فيه هكذا عن النبىّ صلى الله عليه وسلم إنكم محشورون وإن ناسًا يُؤخذ بهم ذات الشمال فأقول كما قال العبد الصالح (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) إلى قوله (الْحَكِيمُ) وليس فيه ما تزعمون وإنما فيه أن كلًّا من نبيّنا وعيسى عليهما الصلاة والسلام يقولان فلما توفيتنى إلخ والوجهُ فيه أن نبيَّنا صلى الله عليه وسلم يقول فى الآخرة ذلك مريدًا بِتَوَفَّيْتَنِى أمَتَّنِى ويقول عيسى ذلك مريدًا بِتَوَفَّيْتَنِى قَبَضْتَنِى بالرَّفْعِ إلى السماء ومَجِىءُ اللفظ الواحد بمعنيين متغايرين بالنسبة إلى شيئين واقعٌ فِى القرءان والحديث أما القرءان فقد قال الله فيه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) لكن صلاة الله تعالى على نبيه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه الدعاء. وأما الحديث ففى [أدبِ] البخارىّ ومسلم مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا اهـ فلفظُ صَلَّى المُسْنَدُ إلى الله معناه غيرُ معنى صَلَّى المُسْنَدِ إلى الناس والذِى معناه الدعاء.

وأما حديثُ ما بعث الله نبيًّا إلا عاش نصفَ ما عاش النبىُّ الذِى قَبْلَهُ وإنَّ جبريلَ أخبرنِى أنَّ عيسى عاشَ مائةً وعشرينَ سنةً ولا أُرَانِى إلَّا على رأسِ الستينَ فضعيفٌ ورمز له السيوطىُّ بالضعف فى الجامع الصغير ولو صحَّ فقد عارضه ما هو أصحُّ منه سندًا.

أيُّهَا الداعِى القاديانِىُّ أسألُكَ هل كانت الصحابة والتابعون وأتباعهم قد عرفوا معانِىَ القرءانِ وتعاليمَهُ أم لا وهل هم فى نظرك أعلمُ بالقرءان منكم أم لا فإن كنت تقول نعم قلنا لك هم قد صرحوا بانقطاع الوَحْىِ بموته صلى الله عليه وسلم تشهد بذلك الدواوين الحديثية. من ذلك قولُ سيدنا عمر إن ناسًا كانوا يُؤْخَذُونَ بالوَحْىِ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنَّ الوَحْىَ قد انقطع اﻫ رواه البخارىُّ واشتهر ذلك عند الصحابة فلم ينكر عليه أحد، وحديثُ أنَّ أبا بكر وعمر زارا أمَّ أيمنَ فَبَكَتْ فقالا لها ما يبكيكِ أما تعلمين أنَّ ما عند الله خيرٌ لرسوله صلى الله عليه وسلم قالت ما أَبْكِى أنّى لا أعلم إن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أَبْكِى أنَّ الوَحْىَ قد انقطع من السماء فَهَيَّجَتْهُمَا على البكاء فجعلا يبكيان معها اﻫ رواه مسلم. وهما مَنْ تعرفهما الأمة وأبو بكر أفضلُ هذه الأمةِ بعد نبيها وعمر يتلوه وصحَّ فى حقه أنه مُحَدَّثٌ أى مُلْهَمٌ وقيل بمعنى مُكَلَّمٌ أى تُكَلّمُهُ الملائكةُ.

اتَّهِمْ نفسَكَ وارجع إليها باللَّوْمِ وقل لها أخطأتِ أنا لم أشهدِ الوَحْىَ والتنزيلَ على صاحبِ القرءانِ ولم أكُ فِى عصره الذِى كان الناس لغتهم لغةَ القرءان وهم قد شهدوا الوَحْىَ والتَّنْزِيلَ. وإن الله يحب الإنصافَ فَأَنْصِفْ واخرجْ من دائرةِ التَّعَسُّفِ.

وأسألُكَ هل قوله تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) يخبرنا بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم أقواله وأفعاله بيان وتفسير لكتاب الله بحيث يكون مقدَّمًا على كل بيان سواه أم لا فإما أن تقول نعم وإما أن تقول لا، فإن قلت نعم قلنا قد اعترفتَ على نفسك بالخطإ فِى فهمك من بعض الآيات بقاءَ النبوةِ وزعمِكَ أنها حجةٌ لغلام أحمد لأن الرسول الذى فوّض الله إليه بيان كتابه بيّن مضمون الآية كسائر القرءان بما يُنَافِى فهمَكَ هذا حيث قال وأنا العاقبُ الذِى ليسَ بعده أحدٌ اﻫ  رواه مسلمٌ فِى الصحيح ولا معنى لِهَذَا يَصِحُّ إلَّا أن يقال وأنا العاقب الذى ليس بعده إنسانٌ تصح له النبوة فدل بإتيانه صلى الله عليه وسلم بأحدٍ فى حيّز النفى على عموم السلب فيكون نَصًّا فِى نَفْىِ النُّبُوَّةِ بعده على الإطلاق تجديديةً أو استقلاليةً وليس لفظُ الذِى ليس بعده أحد تفسيرًا مِنَ الرَّاوِى لأنَّ الذِى مِنْ تفسيرِهِ ما فِى الرواية الأخرى وأنا العاقبُ الذى ليس بعده نَبِىٌّ اﻫ كما بَيَّنَ مسلمٌ فِى الصحيح.

ولا ينفعك دعواك أنَّ كلمةَ بعدَ هنا بمعنى مع ليكون بمعنى معه فِى زمنه لأنا نبطل احتمال هذا المعنى بما فى الحديث الآخر لا تقوم الساعة حتى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قريبٌ من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله اهـ أخرجه الترمذىُّ عن أبى هريرة وقال هذا حديثٌ صحيحٌ ثم رواه من حديث ثوبانَ بلفظِ وإنه سيكون فى أمّتى ثلاثون كذّابون كلهم يزعم أنه نَبِىٌّ وأنا خاتم النبيين لا نَبِىَّ بعدِى اﻫ هذا الحديث يُبطلُ احتمالَ إرادةِ معه بقوله بعده كما يُبطل احتمالَ إرادةِ معنى معِى بقوله لا نبىَّ بعدِى اﻫ وذلك لأنَّ من ادعَى النبوة فى زمنه صلى الله عليه وسلم لا يَجِىءُ عددُهُمْ إلى ثلاثينَ فثبت أن قوله صلى الله عليه وسلم لا نبىَّ بعدِى بمنزلة لا نبىّ بعدِى فى حياتِى وبعد مماتِى وبطلَ قولُكُمْ إن معناه لا نبىَّ غيرى فى حياتى ولم ينفِ ما يكون بعد موته وقولُكُمْ أيضًا هذا الحديث إنما ينفى نبوّةَ من يدعيها إلى تمام هذا العدد لا نُبوّةَ مَنِ ادَّعاها بعدَ تمامِ هذا العددِ ثلاثين وإنَّ غلام أحمد ادّعاها بنحو ثلاثمائة سنين من وقت تمام هذا العدد لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراد ذلك لما ذكر لفظة قريب ولو كان الأمر كما زعمتم للزمكم الإيمان بمن ادعاها بعد غلام أحمد، ولقد علمنا فى قطرنا من ادعاها منذ خمسين سنة مِن وقتنا هذا وهو رجل من بعض أعمال الهرر سمع به أهل القطر واشتهر يسمّى أحمد مهدى وتبعه كثيرون من الرّعاع كما اتبعتم غلام أحمد فهل تقبلونه كما قبلتم غلام أحمد على لازمِ قولِكُمْ هذا فإن صحَّ قبول دعوى غلام أحمد لكونه ادعاها بعد تمام العدد فَلْتُصَحّحُوا دعوى هذا الرجل لذلك من باب الأولى ولتقبلوها، فلو كان مراد الرسول ما قلتم لقال لا نبىَّ بعدِى إلى مدةِ كذا كاثنى عشر قرنًا أو نحوِها فلما لم يقلْ ذلك علمنا أنَّ نَفْىَ صحةِ نبوة أحد بعده مستمر الحكم غير مقيد بزمنٍ ويرشدُ إلى ذلك ما رواه ابن حبان إنَّ بين يَدَىِ الساعة كذابين منهم صاحب حِمْيَرٍ اﻫ ففيه أنه لم يُرِدْ بقوله ثلاثين الحصر بذلك العدد ويرشد إلى ذلك أيضًا ما رواه الطبرانِىُّ عن ابن عمرو رضى الله عنهما عن النبىّ صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابًا اﻫ رمز له السيوطىُّ بعلامةِ الْحُسْنِ وما رواه نعيم بن حمّاد عن أنس رضىَ الله عنه من قوله إن بين يدى الساعة لستًّا وسبعين دجالًا اﻫ ومثلُ هذا من الصحابِىّ له حكمُ المرفوعِ. فهل لدعواكم بعد هذا وجهٌ من الصحةِ.

ومن أقوى دليلٍ وأَبْيَنِهِ على إبطالِ قولِكُمْ إنَّ النبوةَ التى انقطعت هى النبوةُ الاستقلاليةُ لا التجديديةُ حديثُ الترمذىّ إنَّ الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعتْ فلا رسولَ بعدِى ولا نبىَّ ولكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم اﻫ فهذا نصٌّ صريحٌ فى انقطاع النبوة والرسالة بعده إطلاقًا إذ لو كان مرادُهُ انقطاعَ النبوة الاستقلالية مع بقاء التجديدية لقال ولكن النبوةُ التجديديةُ فَلِمَ لم يستثنِ سوى المبشراتِ علمنا أنه أراد انقطاعَ نَوْعَىِ النبوة الاستقلالية والتجديدية وقد قال علماء الأصول الاستثناءُ معيارُ العمومِ ولقال الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبق من النبوة إلا التجديدية بدل قوله لم يبق من النبوة إلا المبشراتُ.

هذا وإنّى لا أَتَفَرَّغُ الآن لاستقصاء المناقشات وسنحقق ذلك إن شاء الله تعالى فى وقت ءاخرَ فِى مباحثَ متعدداتٍ. انتهى.

والله تعالى أعلم.


[١] المرجع كتاب الرد على القاديانِى للشيخ عبد الله الهررِىّ رحمه الله تعالى.