مختصر رسالة
غاية المأمول فى تتمة منهج الوصول فى تحقيق علم الرسول[١]

قبسات من فوائد الشيخ أحمد البرزنجِىّ الحسينِىّ
مفتِى المدينة المنورة المتوفى سنة ١٣٣٢هـ رحمه الله تعالى

الحمد لله العلى الكبير العليم اللطيف الخبير المتعالِى عن الشبيه والنظير ليس كمثله شىء وهو السميع البصير فهو الله الأحد الصمد الذى لا إلـه إلا هو وقد حار العالمون فى كبريائه وعظمته وتاهوا، وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو التى منها المغيبات الخمس فلا يشاركه فيها لا نبى مرسل ولا ملَك مقرب فهو العليم المحيط بكل شىء بيده ملكوت ما فى السمـوات وما فى الأرض من كل جماد وميّت وحِىّ والصلاة والسلام على من أوتى الآيات البينات والمعجزات الباهرات سيدنا ومولانا محمد خير الوسائل القائل حين سئل عن الساعة ما المسئول عنها بأعلم من السائل[٢] وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى ءالهم وصحبهم والتابعين.

أما بعد فقد ورد إلىَّ سؤالٌ من الهند مضمونهُ أنه وقع تنازعٌ بين علماء الهند فى علمه صلى الله عليه وسلم هل هو محيط بجميع المغيبات حتى الخمس المذكورة فى قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} الآية أو غير محيط بذلك وإن جماعة من العلماء ذهبوا إلى الأول والآخرون إلى الثانى فمع أى الفريقين يكون الحق؛ نريد منكم بيان ذلك بالأدلة الشافية. فألفتُ رسالة وبينت فيها أنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق وأنّ علمه محيط بجميع مهمات الدين ومحيط أيضًا بمهمات الكائنات فى الدنيا والآخرة ولكن المغيبات الخمس لا تدخل تحت شمول علمه الشريف للأدلة الواضحة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة وكلام السلف وأنّ ذلك لا يخدش أدنى خدش فى علو مقامه ورفعة درجته فتلقوا رسالتى المذكورة بكمال الرغبة ونهاية القبول.

ثم بعد ذلك قد أطلعنى بعضهم على رسالة له ذهب فيها إلى أنه صلى الله عليه وسلم علمه محيط بكل شىء حتى المغيبات الخمس وأنه لا يستثنى من ذلك إلا العلم المتعلق بذات الله تعالى وصفاته المقدسة وأنه لا فرق بين علم البارئ سبحانه وتعالى وعلمه صلى الله عليه وسلم فى الإحاطة المذكورة إلا بالقِدَم والحدوث وأن له على مدعاه هذا برهانًا قاطعًا وهو قوله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} فلم ءالُ جهدًا فى بيان أن الآية المذكورة لا تدل على مدعاه دلالة قطعية وأن الإحاطة العلمية بجميع المعلومات التى لا تتناهى مختصة بالله تعالى ولم يقل بحصولها لغيره تعالى أحد من أئمة الدين فلم يرجع عن ذلك وأصر وعاند ولمّا كان زعم هذا غلطًا وجرأة على تفسير كتاب الله بغير دليل وقولًا لم يسبقه إليه عالم معتبر وأحببتُ زيادة بيان ذلك فأقول إن الردَّ على ما ادعاه من وجوهٍ منها

أن العلماء قالوا من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولًا من القرءان فما أجمل منه فى مكان فقد فسر فى موضعٍ ءَاخَرَ وما اختصر فى مكان فقد بسط فى موضع ءاخر منه فإن أعياه ذلك طلبه من السنة فإنها شارحة للقرءان وموضحة له فإن لم يجده فى السنة رجع إلى قول الصحابة فإنهم أدرى بذلك لِما شاهدوه من القرائن والأحوال عند نزوله ولِما اختُصُّوا به من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح وقد قال الحاكم فى المستدرك إن تفسير الصحابىّ الذِى شهد الوحىَ والتنزيل له حكم المرفوع انتهى. ذكره السيوطىُّ فِى الإتقان.

فبناء على هذه القاعدة رجعنا فى تفسير الآية المذكورة إلى بقية ءَاى القرءان الكريم كقوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّى لاَ يُجَلِّيهَا} الآية وكقوله تعالى {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِى أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ}  وكقوله تعالى {قُلْ إِنْ أَدْرِى أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَدًا}  وكقوله سبحانه {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} وكقوله تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}  وكقوله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}  الآية مع ضميمة ما فى الصحيح (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية) وما رواه أحمد[٣] مرفوعًا (أوتيت مفاتيح كل شىء إلا الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}  الآية).  فوجدناها تدل دلالة واضحة على تخصيص عموم قوله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شىء} على التفصيل الآتى بيانه وقد فهم صلى الله عليه وسلم من الآيتين المذكورتين حصر المغيبات الخمس فى الله جلَّ ذِكره فمحاولة حمل الآيتين الأخيرتين المذكورتين على غير ما فهمه صلى الله عليه وسلم منهما خطأ عظيم.

ثم إنَّ أئمة التفسير كالطبرِىّ والرازِىّ والنيسابورِىّ وأبِى السعود والبيضاوِىّ وغيرهم اتفق كلامهم فى تفسير هذه الآية على أن العموم المفهوم منهما من الدلالة على كل معلوم تفصيلاً ليس على ظاهره وأن المراد به العموم على وجه التفصيل فى بعض والإجمال فى بعض مع اختلافهم فى العلوم التى فيها التعميم هل هى دينية وغيرها أو دينية فقط. وهذه الآية الكريمة اشتملت على ثلاثة ألفاظ

الأول التبيان ومعناه البيان الواضح الجلى البليغ.

والثانِى كل ومعناه الإحاطة والشمول بحيث لا يخرج فرد عن مدلوله.

والثالث شىء وهو كناية عن العلم هنا وبحسب إطلاقه يشمل العلم الدينى وغير الديني. ولما كان اجتماع هذه الألفاظ الثلاثة يقتضى بحسب ظواهرها أن يكون الكتاب العزيز فيه بيانُ كُلِ علمٍ دينى وغيرِه على وجه التفصيل والبيان الجلى مع أنه ليس فيه تفصيل كل قضية جزئية من العلوم الدينية وغيرها وكان حمل ما فى الكتاب العزيز على وجه الصوابِ والحقِ واجبًا شرعًا وعقلًا ذهب المفسرون فى توجيه ذلك إلى طريقتين

الطريقة الأولى أن يُجْعَلَ لفظ شىء خاصًا بالعلوم الدينية وأن يبقى لفظ كل على الإحاطة والشمول لقضايا العلوم الدينية لكن فى بعضها على وجهِ التفصيلِ وفى بعضها على وجه الإجمال.

والطريقة الثانية أن يبقى شىء على إطلاقه شاملاً للعلوم الدينية وغيرها وأن يجعل لفظ كل للتكثير والتفخيم كما فى قوله تعالى {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} واختار البيضاوىّ الطريقة الأولى لأن فيها إبقاء كل على حقيقته فى الجملة لأنه من أقوى صيغ العموم.

هذا وإن لأرباب العقول السليمة قاعدةً صحيحة مسلَّمة وهى أن كل ما أبرزه الفاعل المختار سبحانه وتعالى إلى الوجود لا بد أن يكون محصورًا متناهيًا فبناءً على هذه القاعدة يلزم أن يكون القرءانُ العظيمُ باعتبار تراكيبه وألفاظه المنزلة محصورًا متناهيًا ويشهدُ بذلك الحسُّ أيضًا ومعنى ذلك أن كل موجود بالفعل محصورٌ وإن كانت مقدوراتُ الله تعالى التى تبرُزُ إلى الوجود فى المستقبل غير متناهيةٍ لأن التسلسلَ فى المستقبل جائزٌ فإذا تقرّر هذا نقولُ بَعْدَهُ إنه من المعلومِ أنَّ العلم الإلـهىَّ محيطٌ بثلاثةِ أشياءَ الواجب والممكن والمستحيل وأن الواجب هو ذاتُ الله المقدس وصفاتُه العالية وأن الممكن سواءٌ كان سبقَ فى الأزلِ إرادةُ إيجادِه أو لم تسبق إيجاده باعتبار أفراده غير متناه وأن الأحوالَ التى تجوزُ أن تعرِض للقسمين منه من كونها فى مكان كذا وفى زمان كذا وفى جهة كذا وبهيئة كذا وبمقدارِ كذا وبعدد كذا إلى غيرِ ذلك غيرُ متناهية ومن المعلوم المقرّر أيضًا أنه لا يجوز أن يحيطَ المُتَنَاهِى بغيرِ المُتَنَاهِى فلا يجوزُ أن يحيط القرءانَ العظيم بحسب تراكيبه المتناهية بجميعِ معلومات الله التى لا تتناهَى على وجه التفصيل لأن ذلك يتوقفُ على أن يكون فى القرءان العظيم جُمَلٌ غيرُ متناهية تدل على تلك المعلومات الغير المتناهية فردًا فردًا وقد علمت أن تراكيبَ القرءان متناهيةٌ فتعيّن ووجبَ أن لا يكون فى القرءان العظيم تنصيصٌ على جميعِ أفراد المعلومات الغير المتناهية على وجه التفصيل وإن كان فيه ذلك على وجه الإجمال فى البعض والتفصيل فى البعض وقد علمت أنه لا يلزم مع الإجمالِ ونحوه تعيينٌ وتفصيلٌ للمغيبات الخمس وسائرِ المغيّبات الغير المتناهيةِ.

ويؤيدُ هذه القاعدةَ الحديثُ الذى ذكره الإمام الرازىّ فى تفسير الآية الأولى جفَّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة اهـ حيث دل هذا الحديثُ على أن ما فى اللوح المحفوظ محصورٌ ومنتهٍ بانتهاء الدنيا وفى معناه أحاديثُ أُخَرُ أيضًا فقد روى الطبرانِىُّ عن ابن عباس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلقَ الله القلمَ قال له اكتب فجرى بما هو كائنٌ إلى قيام الساعة اهـ  إلى غير ذلك من الأحاديث ويؤيدها أيضًا ما ذكره الإمام الرازى فى تفسير[٤] الآية الأولى من أن التنصيص على أقسام ما لم يرِد فيه التكليفُ ممتنع لأن الأقسام التى لم يرد التكليف فيها غير متناهية والتنصيصُ على ما لا نهاية له محالٌ بل التنصيصُ إنما يمكن على المتناهِى اهـ فإذا علمت ذلك علمتَ أن القرءان العظيم وإن كان فيه علوم لا تحصَى ولا تحصَرُ لا يلزم من ذلك أن يكون فيه تفصيل المغيّبات الخمس وتعيينُ وقتِ الساعة فبطلَ ما ادعاه المذكورُ من الدلالة القطعية فى الآية المذكورة على مدعاه.

ونزيد على ما تقدم بعض الأحاديث الصحيحة التِى تدل على بطلان دعواه المذكورة فنقول إنه صلى الله عليه وسلم قال فى حديث الشفاعة إنه يقع ساجدًا فيدعنى ما شاء الله أن يدعنى فيقول ارفعْ محمدُ وقلْ يُسْمعْ واشفعْ تُشَفَّعْ وسلْ تعطَه قال فأرفعُ رأسى فأُثْنِى على ربى بثناءٍ وتحميدٍ يعلّمُنِيْهِ فهذا الحديث الصحيح[٥] ناطق أيضًا بأن الله يعلّمُه حينئذ ما لم يعلّمْه قبل ذلك من الثناء والتحميد فهذا يبطل دعوى الإحاطة المذكورة كما لا يخفى.

وثبت فِى صحيح مسلم أنّه صلى الله عليه وسلم سئل عن الساعة قبل وفاته بشهر فقال إنما علمها عند ربِى كما فِى صحيح مسلم[٦] فهذا أيضًا يبطل دعوَى الإحاطة المزعومة.

وقد شرط أئمة الدين فِى المفسِّرِ لكتاب الله[٧]  أن يكون جامعًا لعلوم خمسة عشرة أحدها اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع قال مجاهد لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم فى كتاب الله إذا لم يكن عالمًا بلغات العرب.

الثانِى النحو لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب فلا بد من اعتباره.

الثالث التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ.

الرابع الاشتقاق لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف المعنى باختلافهما.

الخامس والسادس والسابع المعانى والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى وبالثانى خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها وبالثالث وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هى علوم البلاغة وهى من أعظم أركان المفسّر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز وإنما يدرَكُ بهذا العلوم. قال السكاكِىُّ اعلم أن شأن الإعجاز عجيب يُدْرَكُ ولا يمكن وصفه كاستقامة الوزن تُدْرَكُ ولا يمكن وصفها وكالملاحة ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوى الفِطَرِ السليمة إلا التمرن على علمى المعانى والبيان.

الثامن علم القراءة لأن به يعرف كيفية النطق بالقرءان وبالقراءات يترجَّح بعض الوجوه المحتملة على بعض.

التاسع أصول الدين فما فى القرءان من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله تعالى فالأصولِىّ يؤول ذلك ويستدل على ما يستحيل وما يجب وما يجوز.

العاشر أصول الفقه إذ به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام والاستنباط.

الحادى عشر أسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه.

الثانى عشر الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره.

الثالث عشر الفقه.

الرابع عشر الأحاديث المُبيّنة لتفسير المجمَل والمُبهم.

الخامس عشر علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث من عمل بما علم ورَّثه الله تعالى علم ما لم يعلم[٨].

قال ابن أبى الدنيا علوم القرءان وما يستنبط منه بحر لا ساحل له قال فهذه العلوم التى هى كالآلة للمفسّر لا يكون مفسرًا إلا بتحصيلها فمن فسر بدونها كان مفسرًا بالرَّأْىِ المَنْهِىِّ عنه انتهى من الإتقان[٩] ملَخصًا.   ومن المعلوم أن المراد باشتراط هذه العلوم فى المفسر أن يكون ذا ملكة راسخة فى كل واحد منها حتى يكون لفكره تصرف ومجال سديد فى قواعدها فيكون تفسيره مقبولًا وأنَّى ذلك للمذكور.

فاتضح أنَّ تفسيره للآية الكريمة بما ادعاه من العموم مردود. وننقل لك ههنا نصوصًا من الأحاديث وعن بعض الأئمة الأعلام تأييدًا لما تقدم من الكلام وتحقيقًا للمقام.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}  الحديث[١٠] قال[١١] انفرد بإخراجه البخارِىّ[١٢] فى صحيحه اهـ قال ورواه[١٣] من وجه ءاخر عن ابن عمر قال قال النبىّ صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}  قال انفرد به أيضًا وعن أحمد عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال أوتيت مفاتيح كل شىء إلا الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}  الحديث وعنه من طريق ءاخر عن ابن مسعود رضى الله عنه الحديث المذكور وزاد فى ءاخره قال قلت له أنت سمعته من عبد الله؟ قال نعم أكثر من خمسين مرة اهـ ثم قال[١٤] حديث أبى هريرة رضى الله عنه وذكر أن البخارِىّ أخرجه فى تفسير الآية المذكورة وساق الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم ما المسئول عنها بأعلم من السائل وقال سأحدثك عن أشراطها الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم فى خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ}  الآية الحديث.

وقال ورواه البخارِىّ أيضًا فى كتاب الإيمان ومسلم من طرق ثم ذكر أن الإمام أحمد أخرجه عن ابن عباس وساق الحديث إلى أن قال يا رسول الله فحدثنى متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هى سبحان الله فى خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ} الحديث.

قلت قوله صلى الله عليه وسلم هى سبحان الله فى خمس لا يعلمهن إلا الله ردّ صريح على من يزعم من الغلاة أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم فى الرواية الأخرى ما المسئول عنها بأعلم من السائل أنه وجبريل عليهما السلام متساويان فى العلم بها. ثم ذكر عن الإمام أحمد حديثًا عن رجل من بنى عامر فى هذا المعنى وفى ءاخره أن الرجل المذكور قال للنبى صلى الله عليه وسلم فهل بقى من العلم شىء لا تعلمه؟ قال قد علمنى الله عزَّ وجلَّ خيرًا وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله عزَّ وجلَّ الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ} الآية قال وهذا إسناد صحيح.

قال وقال ابن أبِى نجيح عن مجاهد جاء رجل من أهل البادية فقال إن امرأتِى حبلى فأخبرنِى ما تلد وبلادنا مجدبة فأخبرنى متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرنى متى أموت فأنزل الله عزَّ وجلَّ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ} إلى قوله {عَلِيمٌ خَبِيرٌ } قال مجاهد وهى مفاتيح الغيب التى قال الله تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} رواه ابن أبى حاتم وابن جرير اهـ  

وَرُوِىَ عن عائشة رضِى الله عنها وعن قتادة ما يؤيد ذلك وعن أبى أمامة[١٥] رضى الله تعالى عنه أن أعرابيًّا وقف على النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر على ناقة له عُشَرَاء[١٦] فقال يا محمد ما فى بطن ناقتى هذه فقال له رجل من الأنصار دع عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلم إلىَّ حتى أخبرك وقعتَ أنت عليها وفى بطنها ولد منك فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إن الله يحب كل حَيِى كريم ويبغض كل قاس لئيم متفحش ثم أقبل على الأعرابِىّ فقال خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}  الآية.

وعن سلمة بن الأكوع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قبة حمراء إذ جاءه رجل على فرس فقال له من أنت قال لنا رسول الله قال متى الساعة قال غيب وما يعلم الغيب إلا الله قال ما فى بطن فرسِى قال غيب وما يعلم الغيب إلا الله قال فمتى نُمْطَرُ قال غيبٌ وما يعلم الغيب إلا الله[١٧]  وعن بنت معوذ قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسى وعندى جاريتان تغنيان وتقولان وفينا نبى يعلم ما فى غدٍ فقال أما هذا فلا تقولاه ما يعلم ما فى غد إلا الله[١٨].

وقال الإمام المجتهد محمد بن جرير الطبرِىّ[١٩] فى تفسير قوله تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}  يعنى بقوله {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} خزائن الغيب كالذى حدثنِى محمد ابن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن سُدّى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} قال يقول خزائن الغيب حدثنا ابن وكيع قال ثنا أبى عن مِسْعَر عن عمرو ابن مرة عن عبد الله بن سلمة عن ابن مسعود قال أعطى نبيكم كل شىء إلا مفتاح الغيب حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنى حجاج عن ابن جريج عن عطاء الخراسانى عن ابن عباس {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} قال هن خمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } إلى {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } اهـ

وقال الغزالى فى الإحياء[٢٠] فى كتاب المحبة والشوق فأين علم الأولين والآخرين من علم الله تعالى الذى يحيط بالكل إحاطة خارجة عن النهاية حتى لا يَعْزُبُ عنه مثقالُ ذرة فى السمـوات ولا فى الأرض وقد خاطب الخلق كلهم فقال عزَّ وجلَّ {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}  بل لو اجتمع أهل الأرض والسماء على أن يحيطوا بعلمه وحكمته فى تفصيل خلق نملة أو بعوضة لم يطلعوا على عشر عشير ذلك {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ}  والقدر اليسير الذى علمه الخلائق كلهم فبتعليمه علموه كما قال تعالى {خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.

ثم قال[٢١] وفضل علم الله تعالى على علوم الخلائق خارج عن النهاية إذ معلوماته لا نهاية لها ومعلومات الخلق متناهية اهـ

وما ذكرناه فى الآية صرح به النووى رحمه الله تعالى فى فتاواه[٢٢] فقال معناها لا يعلم ذلك استقلالًا وعلم إحاطة بكل المعلومات إلا الله وأما المعجزات والكرامات بإعلام الله تعالى لهم[٢٣] علمت وكذا ما علم بإجراء العادة انتهى كلامه[٢٤].

وقد نقل العلامة ملا علِىٌّ القارِى فى موضوعاته والعجلونى وابن غرس عن الحافظ جلال الدين السيوطِىُّ ما نصه والعبارة لملا علِىّ قال[٢٥] قلت تحقيق هذا الحديث قد تصدى له جلال الدين السيوطِىُّ فى رسالته سماها الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف وحاصله أنه يستفاد من الحديث إثبات قرب القيامة ومن الآيات نفى تعيين تلك الساعة فلا منافاة وزبدته أنه لا يتجاوز عن الخمسمائة بعد الألف قال وقد جاهر بالكذب بعضُ من يدعى فى زماننا العلمَ وهو متشبعٌ بما لم يُعطَ أنَّ رسول الله كان يعلم متى تقوم الساعة قيل له فقد قال فى حديث جبريل ما المسئول عنها بأعلم من السائل فحرفه عن موضعه وقال معناه أنا وأنت نعلمها وهذا من أعظمِ الجهل وأقبحِ التحريف والنبى أعلمُ بالله من أن يقول لمن كان يظنُه أعرابيًا أنا وأنت نعلمُ الساعة إلا أن يقول هذا الجاهل أنه كان يعرف أنه جبريل فرسول الله عليه السلام هو الصادق فى قوله والذى نفسى بيده ما جاءنى فى صورة إلا عرفته غيرَ هذه الصورة وفى اللفظ الآخر ما شُبِّه على غير هذه المرة وفى اللفظ الآخر رُدُّوا على الأعرابِى فذهبوا فالتمسوا فلم يجدوا شيئًا وإنما علم النبى صلى الله عليه وسلم بعد مدة كما قال عمر فلبثت مليًا[٢٦] فقال عليه السلام يا عمر أتدرى من السائل والمحرف يقول إنه علم وقت السؤال أنه جبريل ولم يخبر الصحابة بذلك إلا بعد مدة ثم قوله فى الحديث ما المسئول عنها بأعلم من السائل يعم كل سائل ومسئول فكل سائل ومسئول عن الساعة هذا شأنهما ولكن هؤلاء الغلاة عندهم أنَّ علم رسول الله صلى الله عليه وسلم منطبق على علم الله سواء بسواء فكل ما يعلمه الله يعلمه رسوله والله تعالى يقول {وَمِمَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ}  وهذه فى براءة وهى من أواخر ما أنزل من القرءان هذا والمنافقون جيرانه فى المدينة انتهى.

ومن اعتقد تسوية علم الله ورسوله يكفر إجماعًا كما لا يخفى.

قال ومن هذا حديثُ عِقْدِ عائشة رضى الله تعالى عنها لما أرسل فى طلبه فأثاروا الجمل فوجدوه أى ومما يؤيد ما تقدم ويبطل قول القائل حديث عائشة فقد ذكر ابن كثير فى تفسيره[٢٧] وهو المحدثين قال البخارِىّ[٢٨] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمـن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله عليه السلام فى بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عِقْدٌ لى فأقام رسول الله عليه السلام على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبى بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذى قد نام فقال حبستِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والناسَ وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبنى أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده فى خاصرتى ولا يمنعنى من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله ءاية التيمم فقال أسيد بن حضير ما هى بأولِ بركتِكم يا ءال أبى بكر قالت فبعثنا البعير الذى كنتُ عليه فوجدنا العقد تحته.

قال ومن هذا أى ومن هذا القبيل حديث تلقيح النخل[٢٩] وقال ما أرى لو تركتموه لا يضره شيئًا فتركوه فجاء شِيْصًا[٣٠] فقال أنتم أعلم بأمور دنياكم رواه مسلم[٣١] عن عائشة رضى الله عنها وقد قال تعالى {قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِى خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ} وقال {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ}.

ولمَّا جرى لأم المؤمنين عائشة ما جرى ورماها أهل الإفك لم يكن يعلم حقيقة الأمر حتى جاءه الوحى من الله تعالى ببراءتها. وعند هؤلاء الغلاة أنه عليه السلام كان يعلم الحال وأنه غيرها[٣٢] بلا ريب واستشار الناس فى فراقها ودعا بريرة فسألها وهو يعلم الحال وقال لها إن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله وهو يعلم علمًا يقينيًا أنها لم تُلِمَّ بذنب.

ولا ريب أن الحامل لهؤلاء على هذا الغلو اعتقادهم أنه يكفِّر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة وكلما غلَوا كانوا أقربَ إليه وأخصَ به فهم أعصى الناس لأمره وأشدهم مخالفة لسنته وهؤلاء فيهم شبه ظاهر من النصارى [الذين] غَلَوْا فى المسيح أعظمَ الغلو وخالفوا شرعه ودينه أعظمَ المخالفة [والحق] أن هؤلاء يصدقون بالأحاديث المكذوبة الصريحة ويحرفون الأحاديث الصحيحة. والله ولىُّ دينه فيقيم من يقوم له الحق النصيحة اهـ[٣٣]

وحاصل ما اشتملت عليه رسالتنا أوَّلًا وءاخرًا مسألتان.

الأولى متعلقة بالقرءان العظيم وخلاصتها أن القرءان العظيم مشتمل يقينًا على علوم كثيرة لا تحصى ولا تحصر ويجوز أن يكون فيه من الرموز والإشارات الخفية ما يكون دالًا على جميع معلوماته تعالى لكن على وجه الإجمال لا على وجه التفصيل ولا يلزم من ذلك اطلاعه صلى الله عليه وسلم على جميع ما ذكر لما نقلناه وبسطناه وأن قوله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} ليس فيها الدلالة على علم النبىّ صلى الله عليه وسلم على جميع المغيبات الخمس التى منها تعيين وقت قيام الساعة ولا على إحاطة علمه صلى الله عليه وسلم بجميع المعلومات الإلـهية.

والثانية متعلقة بعلمه صلى الله عليه وسلم وخلاصتها أنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق أجمعين بالله تعالى وبتفاصيل علوم الدين وأنه صلى الله عليه وسلم قد أوتى علوم الأولين والآخرين وعلم مهمات الدنيا والآخرة ومصالح الدين والدنيا ولا يلزم من ذلك أن يكون علمه الشريف مساويًا لعلم الله تعالى فى الإحاطة بجميع المعلومات بل لا يجوز اعتقاد ذلك كما يؤخذ من صريح كلام الأئمة الذين عليهم التعويل فى هذا الباب فكل علم وإن بلغ الغاية القصوى فى الاتساع والإحاطة بالنسبة إلى علم الله قليل قال الله تعالى {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} وقال تعالى {وَفَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيم} وقال تعالى {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا}.

ولم يثبت أيضًا اطّلاعه صلى الله عليه وسلم على شىء من المغيبات الخمس كعلم الله تعالى بها وأن الحق الصحيح المأخوذ من أدلة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وغيرهم من جمهور السلف والخلف كما رأيته أنه صلى الله عليه وسلم لم يطلع على وقت قيام الساعة ولا على المغيبات الخمس على الوجه الذى ذكرناه ولا يلزم من ذلك نقص فى علو مرتبته صلى الله عليه وسلم لأن المقصود بالذات من بعثة الأنبياء وإنزال الكتب السماوية بيان الأحكام الدينية والتكاليف الشرعية فالذى يجب للأنبياء أن يكون علمهم بتلك الأحكام على أكمل الوجوه.

وقد ذهب شرذمة قليلة من المتأخرين إلى أنه صلى الله عليه وسلم اطلع على المغيبات الخمس أيضًا ولكن لم يذكروا لذلك دليلاً واضحًا من الكتاب والسنة الصحيحة عليه مع كونهم لم يصرحوا بأن علمه صلى الله عليه وسلم محيط بجميع المعلومات كعلم الله تعالى وذكروا نظير ذلك عن بعض الصوفية أيضًا وكلام هؤلاء مردودٌ لا عبرة به. وما أحسن ماقاله الشيخ عبد الوهاب الشعرانى فى خطبة كتابه اليواقيت معاذ الله أن أخالف جمهور المتكلمين وأعتقد صحة كلام من خالفهم من بعض أهل الكشف غير المعصومين.

وقد علمت حال الآية المذكورة وما قيل فيها وبمثل ما أجيب عنها يجاب عن كل حديث يقتضى إحاطة علمه صلى الله عليه وسلم على الوجه الذى ادعاه المذكور جمعًا بين الأدلة.

وليكن هذا ءاخر كلامنا والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادى إلى صراط الله المستقيم حق قدره ومقداره العظيم وسلم صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين وعلى ءاله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

هذا ءاخر ما جمعه الفقير إلى عفو ربه المنجى السيد أحمد ابن السيد إسماعيل البرزنجى مفتِى الشافعية بالمدينة المنورة والحمد لله رب العالمين.

والله أعلم.


[١] المرجع كتاب غاية المأمول فِى تتمة منهج الوصول فِى تحقيق علم الرسول للشيخ أحمد البرزنجِىّ رحمه الله تعالى.

[٢]  أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب سؤال جبريلَ النبيَّ عن الإيمان والإسلام (50)، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام (8).

[٣] أخرجه أحمد في مسنده (٢/٨٥).

[٤] التفسير الكبير (م٦/ج١٢/ص٢٢٨).

[٥] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ  إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [سورة القيامة]، (7440).

[٦] أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة: باب قوله: «لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم» (٢٥٣٨).

[٧] هنا بداية كلام الحافظ السيوطي.

[٨] أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (١٠/١٥)، قال الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (١/٤٠٣): «رواه أبو نعيم في «الحلية» من حديث أنس وضعفه» اهـ.

[٩] راجع الإتقان في علوم القرءان (٢/١٧٥ - ١٨٦).

[١٠] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الاستسقاء: باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله (١٠٣٩).

[١١] أي ابن كثير

[١٢] أي البخاري، أخرجه في صحيحه: كتاب التفسير: باب {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ... *} [سورة الأنعام]، (٤٦٢٧).

[١٣]  أخرجه أحمد في مسنده (2/85 - 86).

[١٤] أي ابن كثير.

[١٥] عزاه السيوطي في «الدر المنثور» (٦/٥٣١ - ٥٣٢) لابن مردويه.

[١٦] عشّرَت الناقة بالتثقيل فهي عُشَرَاء أتى على حملها عشرة أشهر والجمع عِشار ومثله نُفساء ونِفاس ولا ثالث لهما (المصباح المنير، ص/١٥٦).

[١٧] أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٧/١٨) وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/٢٢٧): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح» اهـ.

[١٨] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب النكاح: باب ضرب الدف في النكاح والوليمة (٥١٤٧).

[١٩] جامع البيان (م٥/ج٧/ص٢١٢ - ٢١٣).

[٢٠] إحياء علوم الدين (٤/٣٢١).

[٢١] المصدر السابق (٤/٣٢٢).

[٢٢] فتاوى النووي (ص/٢٤١).

[٢٣] أي للأنبياء والأولياء.

[٢٤]  أي كلام ابن حجر.

[٢٥] الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص/٤٣١ - ٤٣٢).

[٢٦]  قال العلامة ابن دقيق العيد: وقوله «مليا» هو بتشديد الياء أي زمانًا كثيرًا وكان ذلك ثلاثًا (أي من الأيام) هكذا جاء مبينًا في رواية أبي داود وغيره. اهـ.

[٢٧] تفسير ابن كثير (٢/٣٠٣ - ٣٠٤)، سورة النساء، ءاية ٤٣ .

[٢٨] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التيمم: باب قول الله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [سورة المائدة] (٣٣٤).

[٢٩] في الأصل التمر والتصويب من «صحيح مسلم».

[٣٠] بالكسر وهو التمر الذي لا يشتد نواه وإنما يتشيَّص إذا لم تُلْقَح النخل (مختار الصحاح، /ص١٤٨).

[٣١] أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: باب وجوب امتثال ما قاله شرعًا (٢٣٦٣).

[٣٢]  كذا في الأصل.

[٣٣] انتهى كلام ملا علي القاري