مختارات من الرائية الصغرى فى ذم أهل البدع ومدح السنة الغرا (٢)[١]

قبسات من فوائد الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهانِى

المتوفى سنة ١٣٥٠ هـ رحمه الله تعالى

[اضغط هنا لنسخة منسقة بصيغة بي دي أف] 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم وبعد فهذا القسم من القصيدة الرائية فى وصف رشيد رضا صاحب جريدة المنار التى تطبع فى مصر وتنشر بدعمهم فى سائر الأقطار ومؤسسها محمد عبده كبير هؤلاء الأشرار. 

وَأمّا رشيد ذو المنارِ فإنّهُ
 
أَقلّهمُ عَقلًا وأكثرهم شرّا
  
أَتانِى ببيروتٍ بشرخٍ شبابهِ
 
بِمُقلتهِ السودا ووجنتهِ الحمرا[٢]
  
لَه لحيةٌ مقصوصةٌ من جذورها
 
تُترجِمُ عنهُ أنّ فِى نفسهِ أمرا[٣]
  
وَكانَ ولِىُّ الأمرِ عندِىَ جالسًا
 
نُصوحِى جزاهُ اللَّه عن نصحهِ خيرا[٤]
  
فَوبّخهُ مُستقبحًا ما أتى بهِ
 
وَأَبدَى لهُ مِن سخطهِ النظرَ الشزرا[٥]
  
وَقد غابَ عنِّى خمسَ عشرة حجّةً
 
وَعادَ ولَم يَزدَد شعورًا ولا شعرا[٦]
  
وَشاهدتُ منهُ الوجهَ أغبر مظلمًا
 
كأنَّ عليهِ مِن ضلالتهِ سِترا
  
وَذلكَ مع ما فيهِ أهون أمرهِ
 
إِذا ما بهِ قيسَت فظائعهُ الأخرَى
  
وَأفعالهُ تُبدِى قبيحَ ضلالهِ
 
وَتكشفُ عَن مكنونِ إِلحادهِ السِترا[٧]
  
وَأطوارهُ فِى حُكمها قَد تَناقضت
 
بِحكمِ هواهُ كلّ وقتٍ ترَى طورا[٨]
  
فَكَم ذا أرادَ النصبَ فِى درس جامعٍ
 
فَأولاهُ أربابُ التُقَى الخفضَ والجرّا[٩]
  
وَكم قامَ يَتلو فِى الكنيسة خطبةً
 
بِها نابَ عن قسٍّ وعانقهُ جَهرا[١٠]
  
وَكَم قامَ فِى وسطِ المجامعِ خاطباً
 
وَقد مَزج الإيمانَ بالخلطِ والكفرا
  
لهُ كجمالِ الدينِ نسبة كاذبٍ
 
بِها زادَ فِى طُنبوره نغمةً أخرَى[١١]
  
وَقَد سَمِعَتْ أُذناىَ قول ابن عمّه
 
مُجيبًا بأن لا نِسبة لهمُ تُدرى[١٢]
  
وَكيفَ يكونُ ابن النبىّ عدوَّهُ
 
فَأعظِم به زورًا وأعظم به وزرا[١٣]
  
وَهذا منارُ السوءِ مرآة مجدهِ
 
وَقَد أظهرَت فِى موضعِ الشرفِ الشرّا[١٤]
  
أَتى مصرَ مَطرودًا وقد خانَ دينهُ
 
وَدولتهُ يا لهفَ قلبِى على مِصرا[١٥]
  
أَتاها وَقَد مصّ الثَرَى فِى بلادهِ
 
منَ الجوعِ لا بِرًّا حواهُ ولا بُرّا[١٦]
  
فَآواهُ فِى أكنافهِ الشيخ عبدهُ
 
وَأشبعهُ خبزًا وأشبعه خسرا[١٧]
  
وعلّمهُ مِن علمهِ شرّ صنعةٍ
 
بِها ربِحَ الدُنيا وقد خسر الأخرَى
  
وَهذا منارُ السوءِ أسّسه له
 
وَلقّنهُ التضليلَ سطرًا تلا سطرا
  
فَدامَ على ما أسّسَ الشيخ ثابتًا
 
وكَم فوقهُ قَد شادَ مِن بدَعٍ قصرا[١٨]
  
وَلَم تخلُ منهُ نسخةٌ من ضَلالةٍ
 
عَلى لعنهِ تُغرِى الوَرَى كلَّما تُقرا[١٩]
  
وَواللَّه إنِّى فِى المنامِ رأيتهُ
 
بَدا حبشِىَّ اللونِ أَسودَ مُغبرّا[٢٠]
  
رَأيتُ سَوادَ اللونِ قَد عمّ وجههُ
 
وَعَهدِى بهِ مِن قبلُ أبيضَ مُحمرّا[٢١]
  
وَأَدركتُ فِى رُؤياىَ أنّ منارهُ
 
عليهِ غَدا نارًا ونالَ به الخُسرا
  
فَذاكَ الّذِى من أجلهِ اِسودّ وجههُ
 
فَأصبحَ فَحمًا كانَ مِن قبله جمرا
  
غَدا ناشِرًا فيهِ ضلالات شيخه
 
كَما نَشَر الزرّاعُ فِى أرضهِ البَعرا
  
فَغذَّى بِهاتيكَ النجاسات مَعشرًا
 
بِدون عقولٍ خمّنوا بعرَها تمرا
  
وَلفّقه من كلِّ بدعة مارقٍ
 
منَ الدين لا يَدرِى الصوابَ ولا يُدرى[٢٢]
  
وَكَم ضلَّ رَأيًا مِن سَقامةِ فهمهِ
 
بِأمرٍ صحيحٍ مِن شَريعتنا الغرّا
  
وَلَو سألَ الأشياخَ أدرك سرّه
 
وَلكنّه مع جهلهِ قَد حَوَى كِبرا
  
وَمِنه حديثُ الشمسِ بعدَ غُروبها
 
فَتسجدُ تحتَ العرشِ تَستأذنُ السيرا[٢٣]
  
بِآخرِ شهرِ الصومِ من عام سبعةٍ
 
وَعشرينَ قد أَبدَى المنارُ له ذِكرا
  
رَواهُ الإمامانِ البخارِىُّ ومسلمٌ
 
فَصِحّتهُ كالشمسِ قَد طَلَعت ظُهرا
  
وَما شكَّ فِى صدقِ الحديثِ وإنّما
 
رَأى خبَر الـمُختارِ ما طابقَ الخُبرا[٢٤]
  
وَصَرّح فيهِ أنّه غير واقعٍ
 
وَأنّ رَسولَ اللَّه لم يعرفِ الأمرا
  
فَهل بعدَ ذا التكذيبِ يحتاجُ كفرهُ
 
لإثباتهِ بينَ الوَرَى حجّةً أخرَى[٢٥]
  
وَفِى جزءِ شَعبانٍ من العامِ نفسهِ
 
بِبيروت للإسلامِ قد جوّزَ الكفرا[٢٦]
  
أَباحَ لهُم أَن يعبدوا بكنيسةٍ
 
عِبادةَ أَهليها بمدرسةٍ كبرَى
  
وَقلّدهُ مَن لَم يُبالوا بدينهم
 
لِكَيما يقولَ الناسُ إنّ لهم عذرا[٢٧]
  
وَلا عذرَ للأبناءِ عندَ بُلوغهم
 
وَآبائِهم مع شيخهم كَفروا طرّا[٢٨]
  
وَمَن قلّدَ الشيطانَ فِى أمر دينهِ
 
يَنالُ بهِ مِن دينهِ الخزىَ والخُسرا[٢٩]
  
فَتاويهِ فِى الأحكامِ طوعُ اِختيارهِ
 
تَصرّفَ كالملّاكِ فِى دينهِ حرّا
  
فَيحظرُ شَيئًا كان بالأمسِ واجبًا
 
وَيوجبُ شَيئًا كانَ فِى أمسهِ حظرا[٣٠]
  
فَتحريمهُ تَحليله باِشتهائهِ
 
بأَهوائه أحكامُهُ دائمًا تطرا
  
وَمذهبهُ لا مذهبٌ غير أنّه
 
يُجادلُ عَن أهوائِه الشهرَ والدَهرا
  
يُجادلُ أهلَ العلمِ بالجهل ممليًا
 
عَلى فكرهِ إبليسُهُ كلّ ما أجرى
  
وَيَبقَى على ما قَد جَرَى من كلامهِ
 
مُصِرًّا ولَو أَجرى بألفاظهِ كُفرا[٣١]
  
فَهَل بعدَ هذا الزيغِ يعتبُ مُسلمٌ
 
إِذا خاضَ مِن أَوصاف تَضليلهِ بَحرا[٣٢]
  
فَيا أمّةَ الهادِى لَقد طالَ صَبركم
 
عَلى فاجر بالدينِ والـمُصطفى أزرَى[٣٣]
  
وَيا أهلَ مصرٍ كيف صارَ عدوّهُ
 
يُكذّبهُ ما بينَ أظهركم جهرا[٣٤]
  
وَعَهدِى بكُم لِلدين أُسداً فما الّذِى
 
لَكُم قَد جَرَى حتّى تهيّبتمُ الهرّا[٣٥]
  
أَلا غَيرةٌ كالشامِ أَشكرُكم بها
 
فَلَستُ أؤدِّى ما حييتُ لَها شُكرا[٣٦]
  
أَتاها وقَد عمّ الورَى نارُ فتنةٍ
 
عَلى ملّةِ الإسلامِ قَد زَفَرت زَفرا[٣٧]
  
وَأعظِم بِها نارًا بِها قَد تقطّعت
 
سَلاسِلهُ مِن بعدِ تَقييدهِ دَهرا[٣٨]
  
طَرابلُسٌ مِن غَيظها بسَمت له
 
كَما أظهرَ الضِرغامُ من غيظهِ البشرا[٣٩]
  
وَقَد بَرقت كالسيفِ أرجاؤُها له
 
فَجاءتهُ بعدَ البرقِ صاعقةٌ كُبرَى[٤٠]
  
وَساقَ لهُ الفاروقُ مِن نسلِ بنتهِ
 
مُقدّمَ قَومٍ كادَ يُسكنهُ القَبرا[٤١]
  
عَلى رأسهِ اِنصبّت عَصاهُ كأنّها
 
قَناةٌ لهُ شقَّت وأَجرت بهِ نَهرا[٤٢]
  
عَليهِ سَطا كالليثِ شتّت جمعهُ
 
ففرّوا جَميعًا عنهُ إِذ سَمِعوا الزَأرا[٤٣]
  
وَأدماهُ منهُ فتكةٌ عُمريّةٌ
 
أَراد بِها ذاكَ الهزبرُ لهُ زَجرا[٤٤]
  
أَرادَ بِها إرغامهُ لا حمامهُ
 
كَما أرغمَ الليثُ الغضنفرُ سِنّورا[٤٥]
  
أَرادَ بها إيقاظهُ من سباتهِ
 
وَكانَ بِخمرِ العُجبِ مُمتلكًا سكرا[٤٦]
  
أَرادَ بِها تَحذيرهُ من ضلالهِ
 
فَكانَت لهُ مِن عُظمِ شِقوتهِ إِغرا[٤٧]
  
وَجاءَ دمشقَ الشام مِن بعدُ يَبتغِى
 
دِراسة شَوكٍ قد توهّمه بُرّا[٤٨]
  
أَتى المسجِدَ الـمَعمورَ ينشرُ فرثهُ
 
وَقَد طبّقَ الأرجاءَ مِن أرضِهِ جَأرا[٤٩]
  
فَلمّا عَلا فِى السامِعينَ جؤارهُ
 
وَشاهدَ أُسدَ الدين هاجَت بهِ فرّا[٥٠]
  
وَكانَ بِها مِن تونس الغربِ صالحٌ
 
شَريفٌ فلمّا فاهَ أَلقمهُ فِهرا[٥١]
  
مَحا ظلماتِ الغِىِّ نور بيانهِ
 
وَأَخمدَ مِن نيرانِ إِلحادهِ الجمرا[٥٢]
  
رَماهُ بِسهمٍ من كنانة علمهِ
 
فَخارَ وَمِن أَعلى منصّته خرّا[٥٣]
  
وَأولاهُ مِن آل الخطيبِ خطيبهم
 
فَتى العلمِ عبدُ القادر الصدمةَ الأخرَى[٥٤]
  
لَهُ سلّ مِن أفكارهِ خير صارمٍ
 
وَقبلَ ظُهورِ الفتكِ ولّى له الظهرا[٥٥]
  
كَذا فلتَكُن ساداتُنا آل هاشمٍ
 
كَذا فَلتَكُن أبناءُ فاطمةَ الزهرا
  
أُولئكَ أَبناءُ النبِىّ وإنّهم
 
لَأولى الوَرَى أن ينصروا دينه نصرا
  
بِهم قَد تَذكّرنا عليّاً وحمزةً
 
بِغزوةِ بدرٍ لا عَدِمنا بهم بدرا
  
وَلَم يحتجِ الشيخانِ فِى الدرس ناصراً
 
عَلى كثرةِ الأنصارِ للسنّةِ الغرّا
  
وَمِن بعدِها كَم شهبِ حقٍّ تساقطت
 
عَلى ذلكَ الشيطانِ أَلقَت بهِ البَحرا[٥٦]
  
جَزَى اللَّهُ أهلَ الشامِ خير جزائهِ
 
وَتابَ على مَن تابعوا ذلكَ العيرا[٥٧]
  
وَجاءَ إِلى حمصٍ فخابَ وأرسلت
 
إِليه حماةٌ إِن أتى أرضَها النذرا[٥٨]
  
فَعادَ إِلى مثواهُ في قلمونهِ
 
وَمِن خوفهِ كالضبِّ قَد لزمَ الجُحرا[٥٩]
  
فَكانَت له فِى عمرهِ شرّ رحلةٍ
 
بِها بينَ تجّارِ الهُدى ربحَ الخُسرا
  
وَعادَ إِلى مصرٍ من الشامِ هارِباً
 
يُنفِّضُ عن أعطافهِ الموت والذعرا[٦٠]
  
وَلَو كانَ ذا عقلٍ لكانَ عقاله
 
وَلا سيّما مِن بعد أَن شاهد العقرا[٦١]
  
وَلكنّهُ لا يَستحِى من ضلالةٍ
 
وَمَهما تكُن عاراً يراها له فخرا
  
وَينشرُها بينَ الوَرى مُتبجّحاً
 
كَما شمّ من أَرجاسهِ الجعلُ العِطرا[٦٢]
[٦٣]  
وَقَد كانَ في شيخيهِ أعظمُ زاجرٍ
 
لَدى الموتِ لو شاءَ الإلهُ له زجرا[٦٤]
  
وَمِن نحوِ عامٍ جاءَنِى فنصحتهُ
 
كَما تنصحُ الثعبانَ أو تنصحُ الفأرا
  
وَذاكرتهُ فِى شيخهِ وهو عبدهُ
 
تملّكهُ الشيطانُ عن قومهِ قسرا[٦٥]
  
فَقلتُ له لو كاِبن سينا زَعمتمُ
 
وَعالم فارابٍ وأرفعهم قدرا[٦٦]
  
لَقُلنا لكم حقًّا وإن كان باطلاً
 
وَلَم نرَ مِن هذا على ديننا ضرّا
  
وَلكنّكم مع تركهِ الحجّ مرّةً
 
وَحجّ لِباريزٍ ولندرةٍ عشرا
  
وَمَع تركهِ فرضَ الصلاةِ ولم يكن
 
يُسِرُّ بِذا بَل كانَ يَترُكها جهرا
  
وَمع كونهِ شيخَ الـمَسُونِ مجاهرًا
 
بِذلك لا يُخفِى أخوّتهم سرّا
  
وَمع غيرِ هذا من ضلالاتهِ الّتِى
 
بِها سارَ مثلَ السهمِ للجهةِ الأخرى[٦٧]
  
تَقولونَ أُستاذٌ إمامٌ لديننا
 
فَما أكذبَ الدعوى وما أقبحَ الأمرا
  
وَنحنُ نراهُ عِندَنا شرّ فاسقٍ
 
فَيقتلُ فِسقًا بالشريعةِ أو كفرا[٦٨]
  
رَضينا بحُكم اللَّه فينا وفيكم
 
وَحكمِ رسولِ اللَّه والشرعةِ الغرّا
  
تَعالوا نُباهلكم فنلعن مَن غدا
 
بِنا وبكُم أولى بلعنتهِ أحرى[٦٩]
  
فَيا ربّنا اِلعن شرّنا وأضرّنا
 
بِتحكيمهِ فِى الدينِ مع جهلهِ الفكرا[٧٠]
  
وَخُصَّ رَشيدًا ذا المنار وشيخهُ
 
وَشيخَهما إن شئتَ بالحصصِ الكبرى[٧١]
  
ثَلاث أثافٍ تحتَها نار فتنةٍ
 
وَمِن فوقها الإلحادُ صارَ لها قدرا[٧٢]
  
وَقَد دَخلوا حزبَ الـمَسُونِ بهمّةٍ
 
بِها حلّ كلٌّ من محافلهِ الصدرا
  
وَمَذهبُهم حكمُ الدياناتِ واحدٌ
 
تَساوى بهِ الإسلامُ والمللُ الأخرى
  
فَلو ثمَّ دينٌ لَم يجوّز دخولهم
 
وَلكنّه مِن قبلِ ذلك قد فرّا
  
مَضى اِثنان للأُخرى بأسوإِ عبرةٍ
 
وَمُقلة إبليسٍ لموتِهما عَبرى[٧٣]
  
وَثالثهم ما زالَ مع شرِّ عصبةٍ
 
على ملّةِ الإسلامِ ءافاتُهم تَترى[٧٤]
  
فَمَن ماتَ منهم ماتَ أقبحَ ميتةٍ
 
فَلا رحمَ الرحمنُ سحنتهُ الغبرا[٧٥]
  
وَمَن عاشَ مِنهم عاش نحو جهنّمٍ
 
يحثُّ على آثارِ أشياخهِ السَيرا[٧٦]
  
فَيا ربِّ أَصلِحهم وإن لم ترد لهم
 
صَلاحاً فلا تنجِح إِلهِى لهم أَمرا
  

 

والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.

[اضغط هنا لنسخة منسقة بصيغة بي دي أف]


[١] المرجع مجموع كتب تأليف الشيخ يوسف النبهانى رحمه الله تعالى.

[٢] شرخ الشباب أوله. والمقلة شحمة العين التى تجمع البياض والسواد. والوجنة ما ارتفع من الخدين.

[٣] جذورها أصولها.

[٤] ولِىّ الأمر هو نصوحِى بِك الذى كان واليًا فى بيروت وقد أخبرنِى حفظه الله أن أصله عربِىّ مصرِىّ من سلالة شهاب الدين بن عبد الحق المصرِىّ أحد أئمة العلماء فى القرن العاشر للهجرة ثم إن بعض أجداده هاجر إلى القسطنطينية وتناسلوا فيها وهم مشهورون ببيت عبد الحق إلى الآن.

[٥] نظر إليه شزرًا وهو نظر الغضبان بمؤخر عينه.

[٦] الحجة بكسر الحاء السنة.

[٧] المكنون المستور. والالحاد الميل عن الحق للباطل.

[٨] أطواره أحواله والهوى ميل النفس المذموم.

[٩] النصب يطلق فى اصطلاح الناس على الاحتيال والكذب للحصول على شىء من الدنيا ويقال لفاعله نصاب وهكذا الشيخ محمد عبده وشيخه وتلاميذه جميعًا ولا سيما هذا السفيه رشيد رضا كلهم نصابون اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وباعوه بعرض قليل من الدنيا قاتلهم الله أنى يؤفكون. والخفض خفض المنزلة. وجر الشىء سحبه وفى هذه الثلاثة تورية بالنص والخفض والجر. وأرباب التقى أصحاب التقوى فقد هجم عليه المسلمون فى جامع سيدنا الحسين فى مصر حينما سمعوا منه ألفاظًا شنيعة فى حق الحسين رضى الله عنه وكادوا يفتكون به لولا هروبه وكذلك وقع له فى الجامع الأموِىّ مثل ذلك وكادوا يفتكون به لولا أن خلصه منهم بعض الحاضرين وأخرجه من دمشق الشام ليلًا فذهب إلى قريته واختفى فيها ثم هرب إلى مصر من البلاد الشامية لما حصل له فى طرابلس من الضرب والجرح وفى دمشق الشام من الهيجان العظيم والطرد الأليم.

[١٠] خطب فى كنيسة من كنائس مصر وصارت المسلمون تلعنه على هذه الخطبة وهو لا يبالِى. إذ قل دين المرء قل حياؤه. ولم تر فرقة من أهل البدع أقل حياء من هذه الفرقة وهو ممتاز بينهم بذلك.

[١١] زعم جمال الدين الأفغانِىّ أنه شريف كما زعم هذا الرجل وكلاهما كاذب ولا دليل لواحد منهما على صحة ما قاله سوى مجرد دعواه وهؤلاء الجماعة هم من أكذب الناس ولا عدالة لهم ولا يوثق بإخبارهم مطلقًا فلا تقبل شهادتهم فى حق غيرهم فضلًا عن أنفسهم وحاشا أن يخرج من السلالة الطاهرة هكذا أوغاد من أهل الضلال والالحاد.

[١٢] زارنِى فى بيروت ابن عم الشيخ رشيد من قرية القلمون التابعة لطرابلس فسألته هل هم ينتسبون إلى الشرف فقال ليس لهم نسبة وقد غاب عنِى اسمه الآن وهو قد كان بينه وبين الشيخ رشيد دعوى تتعلق بإمامة جامع تلك القرية ووقفه تغلب عليه الشيخ رشيد وأبوه مدة من الزمان ثم استرجعه فعارضوه فى ذلك.

[١٣] الزور الكذب. والوزر الذئب.

[١٤] منار السوء هى مجلته التى اسسها له الشيخ محمد عبده وصارت تنشر ضلالاتهم.

[١٥] اللهف التحسر.

[١٦] الثرى التراب الندِىّ مصه يعنِى من شدة الجوع لأنه كان فقيرًا جدًا. والبر بالكسر الخير والبر بالضم القمح.

[١٧] ءاواه أنزله. وأكنافه أطرافه.

[١٨] شاد رفع. والبدع جمع بدعة وهى ما خالف الدين من المحدثات.

[١٩] تغرِى تحرض.

[٢٠] قد رأيت فى منامِى منذ سنوات الشيخ رشيد رضا هذا وهو أسود اللون بلون الحبشِىّ وعرفت وأنا فى المنام أن هذا من الغضب الإلهِىّ عليه وأنه حصل له بسبب جريدة المنار فنصحته فى المنام أن يتركها وقلت له تقدر أن تستفيد ما تستفيده منها من الدنا بجريدة إخبارية تنشئها عوضًا عنها فلم يرد علِىّ جوابًا فى المنام ثم استقيظت وجاء إلى بيروت بعد سنوات من رؤياى هذه فأخبرته بها فما أثرت فيه شيئًا.

[٢١] عهدِى به علمِى به.

[٢٢] البدعة ضد السنة. والمارق من الدين المراد به المبتدع الذى خرج منه إلى الجهة الأخرى كالسهم.

[٢٣] روى البخارى فى ثلاثة مواضع من صحيحه فى بدء الخلق والتفسير والتوحيد ومسلم فى الإيمان عن أبى ذر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له حين غربت الشمس تدرِى أين تذهب قال قلت الله ورسوله اعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال ارجعِى من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجرِى لمُستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وهو حديث متفق على صحته قال الإمام العينِىّ فى شرح هذا الحديث فى صحيفة ٢٢٣ من الجزء السابع بعد أن ذكر أقوالًا فى تفسير معناه وقيل المراد من قوله تحت العرش أى تحت القهر والسلطان قال بعده قلت لماذا الهروب من ظاهر الكلام وحقيقته على أنا نقول السموات والأرضون وغيرهما من جميع العالم تحت العرش فإذا سجدت الشمس فى أىّ موضع قدره الله تعالى يصح أن يقال سجدت تحت العرش وقال ابن العربِىّ وقد أنكر قوم سجود الشمس وهو صحيح ممكن قال العينِى قلت هؤلاء قوم من الملاحدة لأنهم أنكروا ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم وثبت عنه بوجه صحيح ولا مانع من قدرة الله تعالى أن يمكن كل شىء من الحيوان والجمادات أن يسجد له انتهت عبارة الإمام العينِىّ وهو مصرح بأن منكر ذلك ملحد قال فى المصباح لحد الرجل فى الدين لحدًا وألحد إلحادًا طعن قال بعض الأئمة والملحدون فى زماننا هم الباطنية انتهى فظهر من ذلك أن الإمام العينِى مصرح بكفر من أنكر سجود الشمس الذى أخبرنا به رسول الله صلى الله عيله وسلم فى هذا الحديث وثبت عنه بوجه صحيح كما فعل رشيد رضا صاحب جريدة المنار التى تطبع فى مصر فى الجزء المؤرخ فى ءاخره رمضان سنة ١٣٢٧ هـ ويصدق عليه قوله تعالى فى سورة النساء ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا اللهم إلا أن يتوب ويجدد إيمانه ويؤمن بصدقه صلى الله عليه وسلم بكل ما جاء به كما هو الواقع لا أنه مخالف للواقع المشاهد كما افتراه بجهله وضلاله وليس كما قال من أن الأنبياء غير معصومين من الأخبار عن الشىء بخلاف حقيقته قاتله الله ما أجهله وأجرأه والجهول جسور وأى وصف فى الأنبياء أفضل من وصف الصدق فيهم وعصمتهم من الأخبار عن الشىء بخلاف حقيقته وإذا لم يكونوا معصومين من ذلك فمن أين تعلم صحة ما جاؤا به عن الله تعالى.

[٢٤] الخبر بالضم العلم بالشىء.

[٢٥] الحجة الدليل والبرهان.

[٢٦] جوز لهم الكفر بإباحته لهم أن يدخلوا الكنيسة الكلية الأمركانية وبعبدوا فى الكنيسة العبادة النصرانية مع أولاد النصارى.

[٢٧] قلده من لادين لهم بذلك ليتخذوه عذرًا وإلا فهم يعرفونه على ضلال وأن ذلك غير جائز شرعًا وهم يفعلونه على كل حال.

[٢٨] طرا جميعًا.

[٢٩] الخسر ضد الربح.

[٣٠] يحظر يمنع.

[٣١] أصر على الشىء أقام عليه ودام.

[٣٢] الزيغ الميل عن الحق إلى الباطل.

[٣٣] الفاجر الكاذب والفاسق والمائل.

[٣٤] اقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم أى أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم.

[٣٥] عهدِى علمِى.

[٣٦] فقد هجموا عليه وكادوا يقتلونه فهرب منها ليلًا.

[٣٧] الفتنة المحنة والابتلاء. وزفرت النار خرج للهيبها صوت.

[٣٨] كان هاربًا من بلاد الشام إلى مصر فهو كالمقيد المسلسل.

[٣٩] غيظها غضبها أى أنها اغتاظت لرجوعه إليها فمن شدة غيظها اظهرت التبسم كالضرغام وهو الأسد فإنه إذا اشتد غيظه يظهر كالمتبسم.

[٤٠] الأرجاء النواحي. والصاعقة نار تسقط من السماء فى رعد شديد.

[٤١] الفاروق سيدنا عمر رضى الله عنه ومن نسله ابن المقدام من أعيان طرابلس الشام وهو سبط الولِىّ الشهير العارف بالله شيخنا الشيخ علِىّ العمرِى رحمه الله وقد نسيت الآن اسمه جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

[٤٢] قناة رمح وفيه التورية بقناة الماء. ونهر الماء معروف وفيه تورية بالنهر بمعنى الزجر يقال نهره وانتهره إذا زجره.

[٤٣] السطوة القهر والبطش الشدة والليث الأسد وشتت فرق والزأر صوت الأسد.

[٤٤] الفاتك الجريئ وفتكت به فتكًا بطشب به والهزبر الأسد والزجر المنع والنهِى.

[٤٥] أرغامه إذلاله وأصل معناه أرغمه إذا وضع انفه فى الرغام وهو التراب. والحمام الموت. والليث الأسد وكذلك الغضنفر والسنور القط.

[٤٦] السبات النوم. واعجب زيد بنفسه إذا ترفع وتكبر.

[٤٧] التحذير التخويف من الوقوع فى الشىء وضده الاغراء فإنه الترغيب فى الشىء.

[٤٨] يبتغِى يطلب. والمراد بقوله دارسة شوك قراءة درس الضلال والبدع فيه تورية بدرس الزرع. والبر القمح وهو ترشيح وتقوية لتشبيهه بالثور وتأتِى ترشيحات أخرى.

[٤٩] المسجد المعمور المراد الجامع الأموِىُّ. والفرث خرء الحيوان وأصله ما دام فى الكرش وطبق الأرض صار لها طبقًا وغشاء. والارجاء التنواحِى والجأر صياح الثور والاسم والجؤار.

[٥٠] هاجت ثارت.

[٥١] حضر درس ذلك المبتدع جماعة من علماء الشام لينظروا ماذا يقول فلما خرج عن الجادة تصدى له العلامة الإمام أحد جهابذة الإسلام السيد الشريف الشيخ صالح أفندِى التونسِىّ وكان مقيمًا فى الشام وقتئذ مشغولًا بنشر العلم وهو الآن فى القسطنطينية يقرأ الدروس ويطيب بتحقيقاته النفوس ويتعقب أهل البدع الذين يدعون الاجتهاد ويسعون فى الارض الفساد جزاه الله عن الاسلام والمسلمين وعن شريعة جده سيد المرسلين خير الجزاء. والفهر الحجر.

[٥٢] الغِىّ الضلال. والبيان الفصاحة والالحاد الميل عن الحق.

[٥٣] الكنانة موضع السهام. وخار ضعف والمنصة الكرسىّ. وخرّ سقط.

[٥٤] أولاه أعطاه وءال الخطيب هم من أفضل بيوت العلم فى دمشق الشام يتوارثونه كابرًا عن كابر وهم أشراف من السلالة القادرية والفتى السيد والشيخ عبد القادر هذا هو من انجب نجبائهم وأفضل علمائهم وهو من أفاضل الشبان أصحاب الهمم العالية الذين تفتخر بهم الشام فى هذا العصر فقد خاطر بنفسه مرارًا لتأييد هذا الدين المبين والذب عن شريعة جده سيد المرسلين فى مقابلة الزنادقة والمبتدعين فوقاه الله من شرورهم وألقى كيدهم فى نحورهم. وصدمه دفعه وفى الحديث الصبر عند الصدمة الأولى وصدمه بالقول اسكته.

[٥٥] الصارم السيف القاطع. والفتك هنا البطش.

[٥٦] الشهب جمع شهاب وهو شعلة من نار تنفصل من الكوكب لا نفس الكوكب.

[٥٧] العير الحمار

[٥٨] النذر جمع نذير من الأنذار وهو التخويف كقوله تعالى وأنذرهم يوم الآزفة.

[٥٩] مثواه محل إقامته وهى قرية القلمون القربية من طرابلس الشام وهى من أعمال جبل لبنان والضب حيوان كالحرذون أكبره كالعنز وحجره بيته.

[٦٠] أعطافه جوانبه والذعر الخوف.

[٦١] العقال الحبل الذى يشبه به البعير. وعقره جرحه وعقر البعير بالسيف ضرب قوائمه به.

[٦٢] جبح بالشىء وتبجح به إذا افتخر به.

 

[٦٤] شيخاه جمال الدين الأفغانِىّ ومحمد عبده المصرِى.

[٦٥] قسرًا قهرًا.

[٦٦] الزعم مطية الكذب. وابن سينا أشهر فلاسفة الإسلام وكذلك الفارابِى.

[٦٧] ورد فى الحديث وصف قومن الذين يأتون بعده صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

[٦٨] حكم تارك الصلاة فى مذهب الشافعِىّ ومالك القتل حدًا إن لم يتب وحكمه عند أبى حنيفة الحبس الدائم إلى أن يتوب وعند الإمام أحمد يقتل كفرًا.

[٦٩] المباهلة الملاعنة وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا فى شىء فيقولوا لعنة الله على الظالم منا ومنه حديث ابن عباس من شاء باهلته أن الحق معِى قاله فى النهاية. وأحرى أولى.

[٧٠] هؤلاء القوم استولى الشيطان على قلوبهم فحيل لهم أن الشريعة المحمدية ودين الإسلام هو كل ما يفهمونه من الكتاب والسنة بعقولهم القاصرة وأفهامهم الفاسدة حتى لو أدى ذلك إلى الاستهانة بالنبى صلى الله عليه وسلم فضلًا عن الصحابة وأئمة الدين من السابقن واللاحقين ومن ذلك ما تجاسر عليه هذا الخبيث رشيد رضا لا رضى الله عنه فى حديث سجود الشمس الذى صجق بوروده عن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يصدق بوقوعه بل قال إنه مخالف للواقع المشاهد وصرح بأن ذلك لا يقبل التأويل وأنه لم يجد له جوابًا إلى أن قال والأنبياء غير معصومين من الأخبار عن الشىء بخلاف حقيقته فأوضح بذلك أن مراده فى عبارته الأولى تكذيب النبى صلى الله عليه وسلم وإن تكذيبه على رأيه لا محظور فيه لأن الأنبياء بزعمه الفاسد غير معصومين من الكذب فتكذيبه له صلى الله عليه وسلم كفر صريح لا يقبل التأويل ومع ذلك تجد له من جماعته الضالين المضلين انصارًا وحسبنا الله ونعم الوكيل والحقيقة أنهم كلهم على هذا النمط ولكن بعضهم أجرأ من بعض على اظهار الكفر والضلال فلعنة الله عليهم أجمعين وعلى كل من يحابيهم ولا يعاديهم انتصارًا لله تعالى ورسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم ولهذا الدين المبين فقد تلاعبوا فيه تلاعب الشياطين وهم يجتهدون أن يربوا على ذلك فى المدارس أبناء المسلمين.

[٧١] اعتمد العلماء تحريم لعن المعين بخصوصه ولو كان كافرًا ولذلك لما عينت فى هذه البيت هؤلاء الثلاثة رؤس الضلال قلت إن شئت يعنِى أن الأمر فى ذلك راجع لمشيئة الله تعالى أى إن كانوا مستحقين فالعنهم لعنًا كبيرًا.

[٧٢] الأثافِى جمع أثفية بتشديد الياء قد تخفف الياء فى الجمع وهى الحجارة التى تنصب وتجعل القدر عليها والفتنة المحنة والابتلاء. والالحاد الميل عن الحق إلى الباطل.

[٧٣] العبرة من الاعتبار أى يعتبر بسوء حالتهما الناس فإن كل واحد منهما جمال الدين ومحمد عبده فلج بلسانه فقطع قبل الموت. والمقلة شحمة العين التى تجمع البياض والسواد والعين العبرى التى سالت عبرتها وهى تحلب الدمع وجريانه.

[٧٤] ثالثهم صاحب المنار رشيد رضا والعصبة الجماعى وءافاتهم عاهاتهم جمع ءافة وتترى متتابعة.

[٧٥] السحنة بشرة الوجه وهيئته وحاله والغبراء الشبيهة بلون التراب وهكذا كان لون وجه جمال الدين الأفغانِى ومحمد عبده المصرِى.

[٧٦] حث السير اسرع.