خَطْرَة.
الصلاةَ الصلاة

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

فكرتُ يومًا فِى طُلاب المدارس الدُّنيوية العصرية وكيف يبقَون فِى المدرسة من الصباح إلى ما بعد دخول وقت العصر أو قُبيلِ المغرب فخطر لِى أنهم بهذه الطريقة لا يصلون صلاة الظهر فِى وقتها فإذا رجعوا إلى بيوتهم لم يقضوها أيضًا ثم خطر لِى أن أكثرهم فِى الأصل لا يصلِى لأن أولياءهم من أمِ وأب وجدٍ وجدة لم يحثوهم على الصلاة ولا علموهم يومًا شروطها وأركانها بل لعلهم هم لا يعرفون فأحسست بالضيق الشديد لأن الصلاة عمود الدين والعهد الذِى بين المؤمن ونبيه عليه الصلاة والسلام من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين وهِى أول عمل يُسأل عنه المسلم فِى الآخرة فلما فكرتُ فِى كل ذلك عَظُم الأمر فِى صدرِى وضاق به فإنَّ أغلب الناشئة من أولاد المسلمين فِى كثير من البلاد لا يصلون وإذا صلَّوا فمن غير أن يعرفوا الشروط والأركان وإذا عرفوها على وجهها وهؤلاء قلة صلَّوا من غير خشوع ولا حضور قلب فخرجوا من صلاتهم كما كانوا قبلها لم يزدادوا بها ذرة من ثواب فكيف ترجوا أمةٌ أغلب النشءِ فيها على هذه الحال النهوضَ والرِفعةَ  وبلوغَ المعالِى الدنيوية والأُخروية.  

المنتصر بالله.