الألبانِىّ شذوذه وأخطاؤه (مناقضات)[١]

قبسات من فوائد محدث الديار الهندية
الشيخ حبيب الرحمن الأعظمِى
المتوفى سنة ١٤١٢هـ رحمه الله تعالى

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الطاهر الأمين وبعد فإنّ الألبانِى قد يُناقِض نفسه فَينقُضُ شيئًا بعد ما يُبرمُه (كالتِى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا) ومن أمثلته أنه يقول فِى ضعيفته رقم ٤٣٣ (وقد ثبت ما يخالفه ففي سنن أبى داود ... من حديث أبى الدرداء مرفوعًا (انتهى) ثم يقول حديث أبى الدرداء ضعيف ليس بجيد كما قاله النووىّ فلا يُغترُّ بعد هذا بقول النووِىّ). فأنا أسأل الألبانِى هل يجوز أن يقال فى الحديث الضعيف إنه ثابت إن كان الجواب نعم فليحتفظ به القارئ وإن كان الجواب لا فالألبانِى ناقض نفسه.

٢-صرّح الألبانى فى مواضع من كتبه أن قول الحافظ مقبول بمعنى لين الحديث انظر صحيحته رقم ٩٠ ورقم ٣٧٦ و١٦٨ وقال لم يوثقه الحافظ فى التقريب وإنما قال فيه مقبول رقم ٣٧٣ وقال فى التقريب مقبول أى لين الحديث ٢/١٦٠ ثم حسن حديث من قال فيه الحافظ وهو أبو ربيعة الإيادي مقبول والحديث من أفراده عند الحفاظ انظر حجاب المرأة ص ٣٠.

وقال فى الصحيحة والمنذر هذا مقبول كما فى التقريب فالحديث صحيح رقم ٣٧٢. وقال فى الصحيحة وقال الحافظ فى التقريب مقبول فحديثه يحتمل التحسين رقم ٢٥٨. وقال فى الصحيحة هذا سند حسن مع اعتراف الألبانِى بأن فى رجاله من قال فيه الحافظ مقبول رقم ٢٢٧. وقال فى حجاب المرأة إسماعيل هذا ... لم يذكر فيه ابن أبى حاتم جرحًا ولا تعديلًا وفى التقريب مقبول فمثله يستشهد به لا سيما وقد حسَّن إسناده الذهبِىّ ص ٢٦.

٣- قال الألبانِى فى عدة من مواطن الصحيحة قال الترمذى غريب يعنِى ضعيف. وقال فى تعليق الكلم الطيب وضعفه الترمذى بقوله غريب ص ١١٧ وقال فيه وإسناده ضعيف وأشار إلى ذلك الحافظ بقوله (حديث غريب) ص ١٠٠. ثم إنه ناقض نفسه فقال فهو حديث صحيح ولا ينافيه قوله (أى قول أبى نعيم) غريب لأن الغرابة قد تجامع الصحة كما هو مقرر فى مصطلح الحديث (صحيحة ج١ ص٤٢) ويؤيده ما فى الصحيحة (ج٥ ص٢٣١) من إطلاقه الغريب على غير الضعيف.

فتبيّن أن ناصرًا الألبانِىَّ قد تَسَوَّر مرتبة ليس هو أهلًا لها بإدعائه الوصول إلى مرتبة التصحيح والتضعيف.

والله تعالى أعلم.


[١]المرجع كتاب الألبانِى شذوذه وأخطاؤه لمحدث الديار الهندية الشيخ حبيب الرحمن الأعظمِى.